في مبادرة لافتة تُعبّر عن روح العمل الجماعي والمسؤولية المجتمعية، أطلق أهالي أحياء العجمي والحدائق والجسرين في مدينة حرستا بريف دمشق مبادرة شعبية بإشراف مباشر من مجلس الشورى، تهدف إلى متابعة الوضع الخدمي والأمني في هذه الأحياء، التي تعاني من ضعف في الخدمات وتحديات أمنية متزايدة، لا سيما في حي العجمي الذي يُعد الأخطر بسبب تدميره الكامل وغياب السكان عنه.
وفي تصريح خاص لمنصة “سوريا 24″، أوضح حسين مفيد الفرخ، رئيس لجنة الأحياء الثلاثة، أن المبادرة جاءت بعد تكليف مباشر من مجلس الشورى، وتم تشكيل لجنتين: الأولى خدمية تُعنى بمتابعة شؤون الكهرباء والنظافة وتشجير الشوارع، والثانية لجنة حماية تضم نحو 20 شاباً، يعملون بشكل تطوعي ومنظم على تأمين الحراسة الليلية للأحياء المذكورة، وفق جدول مناوبات يوميٍّ يلتزم به الجميع دون أي مقابل مادي.
وقال الفرخ: “هدفنا الأول هو حماية الأهالي والعوائل، خاصة مع تصاعد محاولات السرقة والتسلل، لا سيما في حي العجمي الذي يشكّل نقطة خطر كونه مدمراً بالكامل وخالياً من السكان”.
وأشار إلى أن اللجنة تعمل بتنسيق مباشر مع مخفر الشرطة والأمن الجنائي في حرستا، ما يتيح لهم التدخل السريع عند مواجهة أي طارئ، لافتاً إلى أن الاستجابة تكون في أغلب الأحيان فورية، وهو ما ساعد على تقوية فعالية العمل التطوعي.
وأكد الفرخ أن اللجنة تضم عدداً من أصحاب الكفاءات، مثل الأطباء والمعلمين والمحامين وكبار السن، ما أتاح معالجة الكثير من المشكلات الاجتماعية بشكل ودي، وبعيداً عن النزاعات أو اللجوء إلى الأجهزة الأمنية، الأمر الذي عزّز من ثقة السكان باللجنة ودورها.
وتأتي هذه المبادرة في ظل ما تشهده العديد من مناطق ريف دمشق من تراجع في الخدمات الأساسية ونقص في الكوادر الأمنية والخدمية، ما يدفع السكان لتولي زمام الأمور عبر تشكيل لجان شعبية تتولى المهام الأساسية في مجتمعاتهم، في محاولة للحفاظ على الأمن وتلبية الحد الأدنى من احتياجات الحياة اليومية.
