حذّرت منظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the Children) من أن مئات الآلاف من الأطفال السوريين يواجهون خطر سوء تغذية حاد، بعد القرار الأمريكي المفاجئ بتعليق المساعدات الإنسانية المخصصة لسوريا، ما أدى إلى تقليص كبير في أنشطة المنظمة داخل البلاد.
وقالت المنظمة في بيان صدر يوم الأربعاء 16 نيسان/أبريل، إن أكثر من 416 ألف طفل في سوريا معرضون اليوم لخطر كبير من سوء التغذية الحاد نتيجة تعليق الدعم، في حين اضطرّت المنظمة إلى وقف أكثر من ثلث برامجها الغذائية، مما أثّر مباشرة على أكثر من 40,500 طفل دون سن الخامسة.
الحاجة أكبر من أي وقت مضى
بوجار هوكشا، مدير “أنقذوا الأطفال” في سوريا، اعتبر أن هذا التعليق جاء في “أسوأ توقيت ممكن”، في ظل تصاعد الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق، بعد نحو 14 عامًا من الحرب والانهيار الاقتصادي. وأكد أن “العيادات التابعة للمنظمة التي ما زالت تعمل في سوريا تسجّل ارتفاعًا مقلقًا في حالات سوء التغذية بين الأطفال”.
وبحسب إحصاءات حديثة للأمم المتحدة، يعيش تسعة من كل عشرة سوريين تحت خط الفقر، ويواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية خاصة بين الفئات الأكثر هشاشة كالأطفال.
أطفال سوريا يدفعون ثمن قرارات دولية
تجميد المساعدات الأمريكية – التي كانت تُدار سابقًا عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) – تسبّب في فجوة تمويلية هائلة، إذ كانت الولايات المتحدة تساهم بـ42٪ من إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة عالميًا.
المنظمة دعت المجتمع الدولي إلى التدخّل العاجل لتعويض النقص في التمويل، محذّرة من أن “أكثر من 650 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون حاليًا من سوء تغذية مزمن”، في حين يحتاج أكثر من 7.5 مليون طفل في مختلف أنحاء سوريا إلى مساعدات إنسانية فورية، وهو الرقم الأعلى منذ بداية الأزمة عام 2011.
وختم هوكشا بالقول: “أطفال سوريا اليوم يدفعون ثمن قرارات تُتخذ على بُعد آلاف الكيلومترات من بيوتهم، والعالم مطالب بالتحرك سريعًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
