تتجه مدينة بانياس، الواقعة على الساحل السوري، إلى التعافي التدريجي بعد فترةٍ من التحديات الأمنية والاقتصادية التي أثّرت على حياة سكانها وواقعها الخدمي.
ومع عودة بعض الأهالي من القرى المجاورة إلى منازلهم في المدينة، تبرز مؤشرات إيجابية رغم استمرار بعض المخاوف الأمنية والصعوبات الاقتصادية.
وقال مصطفى أبو العمار، أحد أعضاء اللجنة الخدمية في المدينة، في حديثٍ لمنصة “سوريا ٢٤“، إنّ الحركة داخل الدوائر الحكومية بدأت بالعودة “تدريجيًا ولكن بشكلٍ خجول”.
وأشار إلى وجود مساعٍ لتوفير الطمأنينة للأهالي عبر تطمينات من الأمن العام والوجهاء المحليين لتشجيع العودة إلى الحياة الطبيعية.
وعلى الرغم من وجود بعض الحواجز الأمنية لتأمين المنطقة، فإنّ هذه الإجراءات لا تؤثر على حركة المواطنين ولا تتدخل في حياتهم اليومية بشكلٍ مباشر.
وتشهد الأسواق في بانياس عودةً تدريجية للحركة التجارية، مع استقرارٍ نسبي في أسعار السلع.
ورغم ذلك، يلعب سعر صرف العملة المحلية دورًا محوريًا في تحديد مستويات الأسعار، حيث يُلاحظ ارتفاعٌ طفيف في بعض المواد الأساسية.
أما على مستوى الإيجارات، فقد شهدت أحياء مثل القصور والمروج انخفاضًا ملحوظًا في أسعار الإيجارات الشهرية، حيث يصل المتوسط إلى حوالي 500 ألف ليرة سورية، ومع ذلك، فإنّ معظم المستأجرين فضّلوا مغادرة المنازل والتوجه نحو القرى المجاورة بسبب الظروف الأمنية السابقة.
ولم تتغير أسعار المواصلات داخل المدينة بشكلٍ كبير، حيث تبلغ تكلفة التنقل بين الكراج القديم والكراج الجديد حوالي 1000 ليرة سورية للراكب الواحد. وهذا الاستقرار النسبي في قطاع النقل يعكس حالةً من الانتظام في الخدمات الأساسية، مما يساهم في تسهيل حركة المواطنين.
وعلى الصعيد الاجتماعي، تبرز جهودٌ متعددة لدعم المتضررين من الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، فقد أطلق مجلس مدينة بانياس ومحافظ طرطوس مبادراتٍ لتقديم دعمٍ مالي للعائلات التي تضررت ممتلكاتها أو فقدت مصادر دخلها.
إلى جانب ذلك، تقدّم منظماتٌ إنسانية وحركاتٌ مدنية مساعداتٍ طبيةً وإغاثية، بما في ذلك مواد تموينية وسلال غذائية، لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين.
وفي خطوةٍ تعكس اهتمام الحكومة المحلية بتحسين الواقع الخدمي، عقد عمر منصور، مسؤول منطقة بانياس، اجتماعًا مع رؤساء البلديات لمناقشة المشاريع التنموية وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية.
كما زار معاون وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، السيد عماد الدين حمد، فرع بريد بانياس للاطلاع على سير العمل ومناقشة سُبل تحسين الخدمات البريدية المقدّمة للمواطنين.
وعلى صعيد القطاع الصحي، عُقد أمس الخميس اجتماعٌ ضم إدارة مستشفى بانياس الوطني مع المشرف الوزاري للصحة في محافظة طرطوس، الدكتور علاء برهوم، ومسؤول منطقة بانياس، عمر منصور، حيث تم خلال الاجتماع بحث آليات تطوير العمل وتنسيق الجهود لتحسين الخدمات الصحية المقدّمة للمواطنين، بما يعكس أهمية هذا القطاع الحيوي في تعزيز استقرار المدينة.
ووسط كلّ ذلك، تعيش بانياس مرحلةً انتقاليةً يتخللها تحسّنٌ تدريجي في مختلف القطاعات الخدمية، مع استمرار الجهود المبذولة لتخطي التحديات الأمنية والاقتصادية.
وبينما تعود الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، تظلّ الحاجة قائمةً لمزيدٍ من الدعم الحكومي والمجتمعي لتحقيق استقرارٍ مستدام وتحقيق التنمية الشاملة في المدينة.