في مبادرة أهلية، أطلق عدد من الأهالي في مدينة زاكية بريف دمشق، حملة تطوعية ( تحت اسم”إماطة الأذى عن الطريق”) تهدف إلى إزالة الشعارات السياسية وعبارات نظام الأسد السابق من جدران المدارس، واستبدالها برسومات تحمل القيم الإنسانية والتعليمية، في خطوة رمزية لإعادة الأمل إلى نفوس الطلبة وتعزيز روح الثورة لدى الجيل الجديد.
وقال يوسف شعبان، عضو لجنة دعم التربية والتعليم في مدينة زاكية، في تصريح خاص لمنصة سوريا 24:”كنا من المهجرين إلى إدلب، وعدنا إلى مدينتنا بعد التحرير، ومنذ ذلك الحين بدأنا العمل على دعم القطاع التعليمي بكل الوسائل المتاحة، ووجدنا أن من واجبنا أن نعيد للمدارس هيبتها ومكانتها بعيدًا عن رموز النظام”.
وأضاف: “معظم المدارس كانت محاطة بشعارات حزب البعث وأقوال تعود للنظام السابق، فقررنا إطلاق حملة تحت عنوان مستوحى من حديث النبوي (إماطة الأذى عن الطريق)، واعتبرنا أن إزالة هذه الشعارات من المدارس هي شكل من أشكال إماطة الأذى عن عقول الأطفال وبيئتهم التعليمية”.
وأوضح شعبان أن الحملة واجهت في بدايتها صعوبات تتعلق بتوفير الموارد، خاصة في ظل تعدد الأولويات، من تأمين التدفئة وصيانة النوافذ إلى الحاجة للدهان والمعدات، إلا أن المبادرة تلقت دفعة قوية بدعم فردي وصل إلى مبلغ 1000 دولار لإطلاق الحملة دون تحميل الأهالي أعباء إضافية.
وأشار إلى أن الحملة انطلقت يوم السبت 19 نيسان/أبريل 2025، بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع لتجنب تعطيل الدراسة، واستهدفت في أيامها الأولى أربع مدارس، وسط تفاعل واسع من المدرسين والمدرسات، ولا سيما معلمات الفنون، إلى جانب مشاركة شباب وشابات من أبناء المدينة قدّموا خبراتهم في الرسم والصيانة والدهان.
وبيّن أن بعض التحديات الفنية كانت حاضرة، لا سيما في إزالة العبارات المكتوبة بخط كبير أو على طوابق مرتفعة، ما تطلب استخدام سلالم طويلة وأدوات خاصة. كما جرى تزيين جدران المدارس برسومات مستوحاة من روح الثورة وقيم الحرية والتعليم، مع مراعاة الفئة العمرية للطلاب في كل مدرسة.
واختتم شعبان حديثه بالقول: “هذه الحملة تشرف عليها لجنة التربية والتعليم في زاكية، بالتعاون مع المكتب الإعلامي في ريف دمشق، لكن الفضل الأول والأخير في نجاحها يعود لأبناء زاكية الأحرار الذين أثبتوا أن التغيير يبدأ من الجدران، لكنه لا يتوقف عندها”.