في لقائه مع منصة “سوريا 24“، تناول عدي العبد الله، مدير المكتب الإعلامي في وزارة الدفاع، ملف الذخائر غير المنفجرة والألغام الأرضية، مشيرًا إلى أن هذه المخلفات الحربية تمثل تحديًا حقيقيًا للوزارة في الوقت الراهن، لا سيما في ظل عودة الأهالي إلى مناطقهم بعد سقوط نظام الأسد البائد.
أماكن التلوّث
وأكد أن الألغام والذخائر غير المنفجرة من التحديات التي تواجهها وزارة الدفاع، خصوصًا أنها تشكل خطرًا على أرواح المدنيين العائدين إلى مساكنهم بعد سقوط نظام الأسد البائد.
وبحسب تقديرات الوزارة، فإن حجم المناطق الملوثة بالألغام والذخائر كبير ومنتشر بشكل واسع، لا سيما أن هذه الألغام زُرعت من قبل نظام الأسد البائد من جانب، ومناطق انتشار تنظيم داعش من جانب، وكذلك مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية من جانب آخر.
غياب الخرائط الرسمية للذخائر
وعن توفر خرائط أو قواعد بيانات للمناطق الخطرة، أوضح العبد الله أن معظم المناطق الملوثة بالألغام والذخائر غير المنفجرة لا تتوفر فيها خرائط أو قاعدة بيانات، وذلك لعدة أسباب، منها أن هذه الوثائق إمّا فُقدت أو أُتلفت من قبل فلول النظام البائد قبل فرارهم، أو أن من زرع هذه الألغام قُتل في المعارك. وبالتالي، يتم التعامل مع هذه الذخائر من خلال الأجهزة والتقنيات المتوفرة، وكاسحات الألغام التي تقوم بتمشيط كل منطقة يتم الكشف فيها عن الذخائر والألغام.
خطط الوزارة والفِرق المتخصصة
فيما يتعلق بخطط الوزارة، أشار إلى أن المرحلة الحالية استثنائية، ولذلك يجري التعامل مع هذا النوع من الذخائر من خلال فِرق الهندسة في وزارة الدفاع، لأن هذه الذخائر كانت قد زُرعت من قبل نظام الأسد البائد في الطرقات الرئيسية والفرعية، والمدن، والحقول الزراعية. وبالتالي، فإن واجب المرحلة هو التعامل مع هذه الألغام بأسرع وقت ممكن وبالأدوات المتاحة، لتجنيب المواطنين خطرها.
وحول عدد الفِرق المتخصصة في إزالة الألغام، قال العبد الله إن ضمن ترتيبات تشكيل وزارة الدفاع وهيكلتها، وتشكيل الفِرق العسكرية وتوزيعها على كامل التراب السوري، كان من ضمن هيكلية هذه الفِرق أن يكون في كل فرقة سرية هندسة من أولويات مهامها إزالة وإتلاف الألغام والذخائر غير المنفجرة، وذلك ضمن خطة العودة الآمنة للمدنيين إلى مدنهم وقراهم.
دور المجتمع المحلي والتوعية
ألمح العبد الله إلى أهمية المجتمع المحلي في برامج التوعية، مؤكدًا أن للمجتمع المدني دورًا كبيرًا في توعية المواطنين بخطورة الألغام والذخائر غير المنفجرة والأجسام الغريبة، مثل منظمة الدفاع المدني، والمدارس، والندوات، والإعلام المحلي، ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها.
وشدّد على أنه ينبغي على المواطنين إخبار الجهات المختصة أو أقرب وحدة عسكرية عن أي جسم غريب يتم مشاهدته، للتعامل معه من قبل المعنيين فقط، وليس لأحد سواهم الحق في التعامل مع هذه الذخائر، من أجل سلامة المواطنين وتجنبًا لحدوث مخاطر لا تُحمد عقباها.
التحديات والصعوبات
وفي الحديث عن أبرز التحديات، أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع أن من أهم الصعوبات التي تواجهها الوزارة في التعامل مع الألغام والذخائر غير المنفجرة هو نقص المعدّات والأجهزة المخصصة للكشف عن مثل هذه الذخائر، مما يجعل تنفيذ الخطة الموضوعة لإزالة وإتلاف هذه الذخائر يأخذ وقتًا طويلًا، وبالتالي فإن السقف الزمني لإنهاء المهمة غير محدد.
الدعم الدولي
وعن الدعم الدولي، قال العبد الله إن الحكومة السورية تلقت دعمًا من الجمهورية التركية بعدد من الآليات المخصصة لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة، إلا أن الحاجة للآليات والمعدات والتقنيات أكبر بكثير، في ظل الانتشار الواسع لهذا النوع من الذخائر.
وختم المتحدث باسم وزارة الدفاع حديثه لمنصة “سوريا 24” بالدعوة إلى تضافر جميع الجهود من أجل التخلص من خطر الألغام غير المنفجرة في سوريا، وإنقاذ أرواح آلاف السوريين، داعيًا المواطنين إلى توخي أعلى درجات الحيطة والحذر أثناء العودة إلى مناطقهم التي هُجّروا منها.