سائقو حمص يطالبون بحقوقهم: نريد العمل في مدينتنا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في مشهد يعكس معاناة أهالي مدينة حمص الذين عادوا بعد سنوات من النزوح والتهجير القسري، تستمر المطالبات السلمية من قبل سائقي سيارات النقل الداخلي (السرافيس) لإيجاد حلول لمشكلتهم في العمل ضمن أحياء المدينة.

نحو مئة سيارة نقل داخلي تُمنَع حالياً من العمل على خطوط المدينة، ما يضع أصحابها أمام واقع مرير من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية.

معاناة السائقين: العودة إلى مدينتهم دون فرص عمل

أبو مالك حمدون وأبو خالد قباني، من بين المتضررين الرئيسيين من هذا القرار، عبّرا عن استيائهما الشديد من الوضع الحالي.

يقول أبو مالك في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “عدد كبير من سائقي السرافيس عادوا إلى مدينة حمص بعد سنوات من النزوح والتهجير القسري إلى الشمال السوري، لنُفاجَأ بعدم السماح لهم بالعمل داخل المدينة”.

ويضيف: “نشعر بالاغتراب في بلدنا، فبعد كل ما مررنا به من معاناة، نجد أنفسنا اليوم محرومين من مصدر رزقنا الأساسي”.

ويشير أبو مالك إلى أن هناك شكاوى من بعض الأشخاص الذين تسلّموا مناصب في إدارة المدينة، مؤكداً أن “بعض هؤلاء لا يمثلون الثورة التي خرجنا من أجلها، بل يتخذون قراراتٍ تَضُرُّ بمصالحنا وتزيد من معاناتنا”، مطالباً الجهات المسؤولة بإعادة النظر في القرارات التي تحول دون السماح لهم بالعمل.

من جهته، يقول أبو خالد قباني في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “نحاول إيصال صوتنا للجهات المسؤولة بكل الوسائل المتاحة، لكن لم نلقَ أي استجابة حتى الآن”.

ويتابع: “لم نترك باباً إلا طرقناه، ولكن دون جدوى، لا نعرف ما هي الأسباب الحقيقية التي تقف وراء عدم السماح لنا بالعمل في مدينة حمص، رغم أننا من أبنائها الذين هُجِّروا عنها قبل سنوات”.

مطالب السائقين: توزيع عادل على الخطوط العاملة

أهم مطالب السائقين أن يُوزَّعوا بشكل عادل على الخطوط العاملة في مدينة حمص، مثل خطوط الإنشاءات، الغوطة، المركز الثقافي وغيرها.

ويؤكد السائقون أن كل سيارة سرفيس تُعَدّ مصدر رزق لعائلة بأكملها، وبالتالي فإن حرمانهم من العمل يعني حرمان العشرات من العائلات من دخلها اليومي.

يقول أبو خالد: “عدنا من مدينة الباب في ريف حلب كونه لم تعد هناك فرص عمل مناسبة، سابقاً كان أغلب أصحاب السرافيس يعملون مع المنظمات الإنسانية، لكن اليوم هذه الفرص أصبحت شبه معدومة”.

ويضيف: “الكثير من أصحاب السرافيس يخشون العودة إلى حمص للعمل بسبب مخاوف من احتجاز سياراتهم أو فرض غرامات عليهم”.

تحديات العودة إلى حمص

تشير البيانات إلى أن غالبية السكان الذين يحاولون العودة إلى مدينة حمص يواجهون تحديات كبيرة تتعلق بمنازلهم المدمرة وشح الدعم وغياب فرص العمل. معظم المنازل في المدينة بحاجة إلى ترميم كامل تقريباً، مما يجعل العودة إليها أمراً صعباً للغاية. بالإضافة إلى ذلك، يعاني السكان من ضعف البنية التحتية ونقص الخدمات الأساسية.

وتضيف هذه التحديات أعباء إضافية على السائقين العائدين الذين يأملون في بدء حياتهم من جديد. يقول أحد السائقين: “نحن جاهزون لتلبية أي متطلبات قانونية أو إدارية تُطلب منا، فقط نريد أن نعمل بكرامة في مدينتنا”.

نداء أخير للمسؤولين

وكان جلال التلاوي، مسؤول مكتب الشؤون الصحفية في محافظة حمص، قد نشر على حسابه في منصة فيسبوك شكاوى ومطالب عدد من سائقي “السرافيس”، مؤكداً أن “السائقين يطالبون بترتيب أمورهم القانونية وهم جاهزون لكل ما يُطلب منهم”.

من جانبه، قال طارق أبو زياد، مسؤول لجان الأحياء في حمص، في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “إن مطالب السائقين هي مطالب محقة، ولكن الأمر من اختصاص مديرية المواصلات في المدينة”.

وفي ظل استمرار هذه الأزمة، يوجّه السائقون نداءً عاجلاً إلى الجهات المسؤولة لحل مشكلتهم وإنهاء معاناتهم.

يقول أبو مالك: “ندعو المسؤولين إلى التدخل الفوري وإيجاد حلول عملية تُنصِف سائقي السرافيس وتخفف من معاناتهم”.

ويؤكد أن السائقين مستعدون لتحمل أي مسؤوليات قانونية أو إدارية تُفرض عليهم، شريطة أن يتمكنوا من العمل بحرية في المدينة.

وتعكس مشكلة السائقين في مدينة حمص قضية أكبر تتعلق بعودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم، فبدون توفير فرص عمل وظروف معيشية مناسبة، ستظل عودتهم غير مستدامة ومحفوفة بالمخاطر.

وفي ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقوداً على الجهات المعنية للتدخل الفوري وإيجاد حلول شاملة لهذه المشكلة المستعصية.

مقالات ذات صلة