داريا: مبادرة مجتمعية تعيد الحياة إلى بئرٍ مُعطَّل وسط أزمة المياه

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تتزايد معاناة أهالي مدينة داريا في ريف دمشق من شحّ مياه الشرب، في ظلّ انقطاع المياه لفترات طويلة، واعتمادِ معظم السكان على صهاريج مياهٍ مكلفة، وسط مطالباتٍ متكرّرة بحلولٍ عاجلة وجذرية.

يقول “عبد الرحمن”، أحد سكان المدينة، في حديثه لسوريا 24: “ننتظر المياه لأيام دون أن تصل، ونضطر لشراء صهاريج بأسعار تفوق قدرتنا، ثمّة عائلاتٌ تعجز حتى عن تأمين أبسط احتياجاتها اليومية من المياه”. وأكد أن الأزمة تتفاقم عامًا بعد عام، خصوصًا في فصل الصيف، إذ يتزامن انقطاع المياه مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الاحتياجات اليومية.

بدوره، أوضح ياسر جمال الدين، مدير المكتب الإعلامي في مدينة داريا في تصريح لمنصة سوريا 24، أن “ضخّ المياه الحالي من الآبار الموجودة لا يُغطي الحاجة المتزايدة للسكان”، مشيرًا إلى أن “شحّ الموارد المائية ونقص التجهيزات الفنية يزيد من تعقيد الأزمة”.

رغم هذا الواقع الصعب، بدأت ملامح أملٍ تظهر من خلال مبادرة محلية تحت عنوان “مشروع سقيا”، التي انطلقت مؤخرًا لتأهيل أحد الآبار في منطقة قناة مسعودة، بالتعاون بين وحدة المياه والمجتمع المحلي، وبتمويل كامل من أهالي المدينة.

ويتضمن المشروع تجهيز البئر بمعداتٍ كاملة، تشمل نقل مجموعة التوليد، وخزان المازوت، وغرفةً جاهزة تم تثبيتها بعد تنفيذ صبّة بيتونية، بالإضافة إلى تركيب المضخة والبدء بالضخّ التجريبي. ومن المتوقّع أن يدخل البئر الخدمة خلال عشرة أيام، ليبدأ بضخّ مياه الشرب للأحياء المستفيدة في المدينة.

يُعدّ هذا البئر واحدًا من مجموعة آبارٍ يُخطّط لتأهيلها تدريجيًا ضمن المبادرة نفسها، التي تهدف إلى التخفيف من أزمة المياه وضمان وصولها إلى أكبر عدد من السكان خلال أشهر الصيف.

وأكد جمال الدين في حديثه إلى منصة سوريا 24 أن “المبادرة جاءت كاستجابة محلية في ظلّ الحاجة المُلحّة، وهي تمثّل نموذجًا حيًا على دور المجتمع في مواجهة الأزمات”. وأضاف أن باب التبرع ما يزال مفتوحًا أمام من يرغب في المساهمة في تجهيز مزيدٍ من الآبار، مشدّدًا على أهمية دعم هذه المشاريع التي تحفظ كرامة الناس وتضمن أبسط حقوقهم الأساسية.

وفي الوقت الذي تنتظر فيه داريا حلولًا جذرية على مستوى التخطيط والدعم الحكومي، تبقى هذه المبادرات المجتمعية بارقة أمل لسكان المدينة، الذين يكافحون يوميًا للحصول على حقّهم في المياه، في ظلّ واقعٍ معيشي وخدمي يزداد قسوة مع مرور الوقت.

مقالات ذات صلة