أفادت الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب عن خروج 7782 هكتارًا من مساحات القمح المزروعة هذا الموسم من الإنتاج، نتيجة انعدام مصادر الري واضطراب الظروف الجوية.
وأوضح المدير العام للهيئة، عبد العزيز القاسم، في حديث لمنصة “سوريا 24″، أن الأوضاع المناخية والمشاكل المرتبطة بالري أدت إلى تراجع كبير في نمو المحاصيل، خاصة في المناطق التي تعتمد على الأمطار أو تعاني من تخريب البنية التحتية للري.
وفي التفاصيل، بلغت المساحة المتضررة من محصول القمح لهذا الموسم 7782 هكتارًا، منها 5247 هكتارًا مرويًا و2535 هكتارًا بعلًا.
وأشار القاسم إلى أن المساحة الإجمالية المزروعة بمحصول القمح لهذا الموسم بلغت 52541 هكتارًا، منها 49097 هكتارًا مرويًا و3444 هكتارًا بعلًا، ومع ذلك، فإن 7782 هكتارًا خرجت من الإنتاج تمامًا، فيما تتفاوت حالة المساحات المتبقية البالغة 44759
هكتارًا بين جيدة ومتوسطة وضعيفة.
ووفقًا للبيانات، فقد بلغت مساحة الحقول الجيدة 8237 هكتارًا فقط، بينما كانت المساحة المتوسطة أو المقبولة 23717 هكتارًا، أما الحقول الضعيفة فبلغت 12805 هكتارات.
التركيز على المناطق الأكثر تضررًا
وركزت الأضرار بشكل أساسي على الأراضي البعلية، والأراضي المصنفة كمروية لكن لم تتوفر فيها مياه الري الكافية.
وقد تركزت هذه الحالات في الجزء الشرقي من نطاق عمل الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، لا سيما في المناطق التي تعاني التربة فيها من ضعف قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة، بالإضافة إلى تخريب عدد من الآبار المخصصة للري.
وفي هذا السياق، بلغت المساحة التي خرجت من الإنتاج في مجال قسم كرناز 1100 هكتار، وفي مجال قسم أفاميا 4295 هكتارًا، وفي مجال قسم السقيلبية 2097 هكتارًا.
أسباب الأزمة
تعود هذه الأزمة، بحسب القاسم، إلى عدة عوامل رئيسية، منها:
- انحباس الأمطار: شهدت البلاد فترة طويلة من الجفاف خلال مرحلة حرجة من عمر النبات (بين 20 شباط و22 آذار)، مما أدى إلى ضعف كبير في النمو، خاصة في الحقول البعلية والحقول التي لم يتم ريها بشكل كافٍ. كما أن الهطولات المطرية التي حدثت بعد هذا التاريخ كانت ضعيفة الغزارة وغير كافية لتلبية احتياجات المحصول.
- انخفاض الواردات المائية: شهدت المنطقة انخفاضًا في الواردات المائية القادمة من سد الرستن، بالإضافة إلى تراجع غزارة الينابيع والأنهار المستخدمة للري، كما تعرضت بعض قنوات الري للتلف، ما حال دون إيصال المياه إلى الحقول.
- ارتفاع تكاليف الري: ارتفعت تكاليف تشغيل آبار المياه الارتوازية التي تعمل بالديزل، مما أثقل كاهل المزارعين الذين يعانون من ضعف الإمكانيات المالية، وبالتالي لم يتمكنوا من تنفيذ عمليات الري والخدمة اللازمة للمحاصيل.
شح الأمطار وسرقة محتويات الآبار
من جانبه، قال حسين حلاق، أحد المزارعين من بلدة كفر نبودة، في حديث لمنصة “سوريا 24″، إن مساحة أرضه البالغة 15 هكتارًا لم تُزرع لمدة خمس سنوات بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها المنطقة.
وبعد بدء مرحلة التحرير، قام حلاق بزراعة أرضه بمحصول القمح، لكنه لم يتمكن من تحقيق أي نتائج إيجابية بسبب شح الأمطار وسرقة محتويات الآبار من قبل القوات السابقة، مما أدى إلى انعدام مصادر الري وفشل كامل للمحصول.
تشكل هذه الأزمة تحديًا كبيرًا لقطاع الزراعة في البلاد، خاصة مع استمرار الظروف المناخية غير المواتية وغياب الحلول الفعالة لمعالجة مشكلات الري ودعم المزارعين.