حلب: حوار وطني في أعزاز حول السلام والتماسك المجتمعي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في خطوة تعكس توجهاً متزايداً نحو تعزيز الحوار بين مختلف مكونات المجتمع السوري، نظّم معهد مارس للفكر والعلوم السياسية في مدينة أعزاز بريف حلب ندوة حوارية حملت عنوان: “بناء السلام، المواطنة، والتنسيق المجتمعي”، بمشاركة فعاليات دينية ومدنية، وممثلين عن منظمات مجتمع مدني، إلى جانب طلاب المعهد.

مراسل “سوريا 24” كان حاضراً خلال هذه الفعالية، وحصل على تصريحات خاصة من المشاركين، تناولت محاور النقاش وأبعادها المجتمعية والسياسية.

وقال ماجد عبد النور، مدير معهد مارس، في حديث خاص لموقعنا: “نظمنا هذه الندوة لتكون مساحة حوار حقيقي بين السوريين، ناقشنا خلالها آليات بناء السلام المجتمعي والمواطنة، وكيفية الوصول إلى حالة من التماسك المجتمعي، تؤسس لوطن موحد يستوعب جميع مكوناته دون إقصاء”.

وأوضح أن اللقاء شهد مشاركة متنوعة، من بينها جمعية التعليم المسيحي، وفعاليات تمثل الطائفة السورية، إضافة إلى طلاب المعهد.

من جانبه، قال الخوري أنطوان فريج، منسق اللجنة الأسقفية الكاثوليكية للتنشئة الوطنية في حلب، في تصريحه الحصري لموقع سوريا 24: إن “دعوة معهد مارس أتاحت لنا فرصة للتأمل في قضايا محورية مثل الهوية والانتماء، وشكل سوريا المستقبل، لا يمكن بناء وطن مشترك إذا لم نتعلم كيف ندير اختلافاتنا. الحوار والاعتراف المتبادل هما السبيل الوحيد لبناء سوريا؛ فالوطن ليس مجرد رقعة جغرافية، بل علاقة حية بين أبنائه”.

أما مجيب خطاب، مدير قسم المشاركة السياسية في وحدة دعم الاستقرار، فقال في تصريح خاص لموقعنا: “تركزت مناقشاتنا حول المواطنة، ليس فقط كقانون، بل كسلوك اجتماعي يسبق النصوص، العدالة والمساواة يجب أن تشمل الجميع، بغض النظر عن الدين أو العرق أو الانتماء، يميز هذه الجلسة هو تمثيلها الحقيقي لشرائح مجتمعية متنوعة، جمعتهم طاولة واحدة لمناقشة قضايا كانت مهمشة لفترة طويلة”.

وخلال اللقاء، عبّرت إحدى المشاركات عن أهمية الحوار قائلة في تصريح خاص لـ سوريا 24: “لسنوات ناقشنا المواطنة في إطار نظري فقط. اليوم، جلسنا كسوريين من خلفيات مختلفة، وطرحنا أسئلة جوهرية: من نحن؟ كيف نرى بعضنا؟ وكيف يمكن أن نبني وطننا المشترك؟ هذه المساحة نادرة وضرورية، وخاصة بعد عقود من القطيعة والانغلاق”.

وقد أظهرت الندوة أن الطريق نحو سوريا المستقبل يبدأ بإرادة صادقة لفتح قنوات الحوار، والاعتراف بالآخر المختلف، ورغم أن الجلسة لم تخرج بإجابات نهائية، إلا أن مجرد الجلوس معاً والتفكير المشترك، يُعد خطوة واعدة في طريق طويل نحو سلام أهلي حقيقي.

مقالات ذات صلة