شهدت محافظة طرطوس تحسناً ملحوظاً على صعيد الواقع الخدمي عقب التحرير وسقوط نظام الأسد السابق، حيث تعمل الجهات الإدارية والخدمية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني على تنفيذ مشاريع حيوية وتذليل العقبات التي تواجه المواطنين.
وأوضح عبد الفتاح خطيب، المكلف بتسيير الوحدات الإدارية في طرطوس، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، الجهود الكبيرة التي تبذلها البلديات والمجالس المحلية لتحسين الظروف المعيشية.
مشاريع الصرف الصحي
أكد خطيب أن خمسة مشاريع للصرف الصحي تُنفَّذ بالتعاون مع منظمة اليونيسف في مختلف المناطق، منها الطليعة، الغمقة، دريكيش، السودا، ودوير الشيخ سعد، بمسافة إجمالية تصل إلى ألف متر.
كما تم تنفيذ سبعة مشاريع أخرى في مناطق متفرقة مثل بيت كمونة وبانياس، بطول يبلغ حوالي ثلاثمئة متر.
وبيّن أن هذه المشاريع تسهم بشكل كبير في تحسين البنية التحتية وتقديم خدمات أكثر استدامة للمواطنين.
النظافة والمبادرات المجتمعية
وعلى مستوى النظافة، ذكر خطيب أن جميع البلديات عملت بالتعاون مع مؤسسة “كلين” على تنفيذ مبادرات مجتمعية لرفع مستوى النظافة العامة في المحافظة.
وقد شملت هذه الجهود استخدام كل الآليات المتاحة وتعزيز التعاون بين البلديات والمؤسسات الخدمية، مما أدى إلى تحقيق نتائج ملموسة في تحسين المشهد الحضري.
وبالنسبة إلى واقع الإنارة، تم العمل على إنارة قريتي الحميدية وبانياس، كما يُنفّذ حالياً مشروع إنارة الكورنيش البحري الذي يُعد من المعالم السياحية المهمة في المدينة.
ويأتي هذا المشروع ضمن خطط تحسين البنية التحتية وتعزيز الجاذبية السياحية لطرطوس، حسب المسؤول الخدمي.
تنظيم الأسواق وإزالة العشوائيات
وفي ما يتعلق بالتنظيم الإداري والأسواق، أشار خطيب إلى الجهود المستمرة لإعادة تخطيط الأسواق ونقل بعضها وإزالة العشوائيات في مدينة طرطوس وباقي البلديات.
وأوضح أن الضابطة تعمل بشكل جبار لمتابعة هذه الأمور، مما يساهم في تحسين التنظيم الحضري وتوفير بيئة أفضل للمواطنين.
وفي إطار تعزيز العلاقة مع المواطنين، أكد خطيب أن المجالس المحلية تستقبل شكاوى المواطنين خلال الدوام الرسمي وبعده، وقد تم حل العديد من القضايا التي تؤرق الأهالي.
وأسهم هذا النهج في تحسين مستوى الرضا الشعبي وبناء الثقة بين الإدارة المحلية والمواطنين.
كما أشار إلى اقتراب الانتهاء من أعمال ترميم وصيانة مبنى مجلس مدينة طرطوس، الذي تعرض للحرق والسرقة أثناء فترة الحرب. وتم التركيز على إعادة تأهيل الأجهزة الإلكترونية والتجهيزات المكتبية لتوفير بيئة عمل فعالة.
تنسيق شامل وجهود مستمرة
وشدد خطيب على وجود تنسيق كامل مع دوائر الدولة والحكومة، إضافة إلى التعاون الوثيق مع المبادرات الشعبية والفرق التطوعية.
وأشار إلى المساهمة في تنظيم المعارض الغذائية والفنية التشكيلية، فضلاً عن تعزيز العلاقات مع مختلف الطوائف الاجتماعية بما يعزز التعايش والانسجام المجتمعي.
ولفت إلى بدء العمل على صيانة مجبل الزفت، حيث سيُستأنف قريباً تنفيذ أعمال التزفيت لتحسين الطرق وتسهيل حركة المرور.
كما تم تنفيذ جولات تفقدية لمتابعة شكاوى الأهالي المتعلقة بخزان مياه الشرب ورصد التعديات على خطوط الضخ، ما يعكس حرص الجهات المعنية على ضمان تقديم الخدمات الأساسية بجودة عالية.
من جهة أخرى، تم تكثيف دوريات شرطة المرور مساءً لتنظيم حركة السير وضمان انسيابية المرور في المدينة.
كما استقبل محافظ طرطوس، أحمد الشامي، وفداً من وجهاء وأعيان منطقة الشيخ بدر، حيث نُوقشت الجهود الحكومية المبذولة لضمان الأمن والاستقرار وسبل تعزيز التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي.
بدورها، قامت مديرية الرقابة التموينية في طرطوس بجولات تفتيشية على المحال التجارية للتحقق من التزام أصحابها بالشروط والمعايير المحددة، في خطوة تهدف إلى حماية حقوق المستهلكين وضمان توفير السلع بأسعار عادلة.
وتمثل الجهود المبذولة في طرطوس نموذجاً واضحاً للعمل المشترك بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.
ومع استمرار العمل على تنفيذ المشاريع الخدمية واستجابة المسؤولين لاحتياجات المواطنين، يبدو أن طرطوس تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل يلبي طموحات أبنائها.