أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي أن رفع العلم السوري الجديد إلى جانب أعلام 193 دولة عضو في الأمم المتحدة يمثل لحظة فارقة في تاريخ سوريا، ويجسد رمزاً للتغيير بعد سنوات من المعاناة والضحايا.
وقال الشيباني: “بعد سقوط نظام الأسد، بدأت سوريا أخيراً تلتقط أنفاسها، واستقبلت شخصيات من مختلف أنحاء العالم، وعاد إليها أبناؤها اللاجئون ليستعيدوا حقهم في وطن حر ومستقل”.
وأضاف الوزير: “أنا هنا اليوم لأمثل سوريا الجديدة التي تسعى بكل إصرار لتحقيق السلام والعدالة لكل من تضرر من جرائم النظام السابق. سنواصل العمل بلا كلل من أجل بناء مستقبل يليق بتضحيات شعبنا”.
وأوضح الشيباني أن الحكومة السورية الجديدة منحت المنظمات الدولية الكبرى للمرة الأولى حق الوصول الكامل إلى الأراضي السورية، وهو ما كان مرفوضاً في عهد النظام البائد، مؤكداً التزام دمشق بالشفافية والتعاون مع المجتمع الدولي.
وتابع قائلاً: “تحولت الطائرات في سماء سوريا من أدوات قتل إلى وسائل لإلقاء الزهور في المناسبات الوطنية. كما تصدينا بكل حزم لآفة المخدرات التي كانت تهدد استقرار منطقتنا”.
وفيما يتعلق بمواجهة التهديدات الأمنية، أكد الشيباني أن سوريا الجديدة تنسق مع المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، وتعمل بفعالية لمعالجة ملف الأسلحة الكيميائية بما يضمن الأمن والاستقرار الإقليمي.
وكشف الشيباني عن محاولات فلول النظام السابق إشعال حرب أهلية من خلال أحداث الساحل، مؤكداً أن الدولة السورية أحبطت هذه المحاولات، وأنهت بشكل كامل ظاهرة الفصائلية المسلحة، مشيراً إلى قرب الإعلان عن تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية وهيئة خاصة بالبحث عن المفقودين.
وأشار وزير الخارجية إلى أن “سوريا بلد متنوع، لكنها لم ولن تُقسم إلى طوائف وأقليات”، لافتاً إلى أن بعض أفراد الجالية اليهودية السورية عادوا إلى سوريا لأول مرة منذ سقوط النظام، وقاموا بتفقد معابدهم وأحيائهم التاريخية.
وفي الشأن الاقتصادي، أشار الشيباني إلى أن العقوبات المفروضة على سوريا تثقل كاهل الاقتصاد الوطني وتعيق دخول رؤوس الأموال اللازمة لإعادة الإعمار والتنمية، داعياً إلى رفعها بشكل فوري من أجل تحقيق استقرار حقيقي وفتح آفاق الاستثمار.
واختتم الشيباني كلمته بالتحذير من خطورة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، مؤكداً أن هذه الاعتداءات تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي، وطالب المجتمع الدولي بممارسة ضغط جاد على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات.