السويداء: شابة تتحدى الشلل الرباعي بالإبرة والخيط

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

في مدينة السويداء جنوب سوريا، تعيش فرح، شابة تبلغ من العمر 27 عاماً. رغم إصابتها بالشلل الرباعي منذ طفولتها نتيجة نقص في الأوكسجين الدماغي، استطاعت أن تصنع لنفسها مساحة من الحياة، تمتلئ بالحيوية والإبداع.

فرح من ذوي الاحتياجات الخاصة، لكن ما يميز قصتها ليس الإعاقة، بل الإرادة. تقول والدتها: “فرح تسمع، وتفهم، وذاكرتها ممتازة، لكنها لا تتحدث كثيراً ولا يُفهم حديثها بسهولة. مع ذلك، استطاعت أن تكون متجاوبة وتتعلم مهارات كثيرة”.

الأم، وهي موظفة حكومية ومزارعة في الوقت نفسه، خصصت وقتاً كبيراً لتعليم فرح والاعتناء بها، إلى جانب مهامها في تأمين مستلزمات البيت ورعاية حديقة صغيرة وتربية الدواجن، كما تفعل نساء كثيرات في الريف السوري.

تعلمت فرح بفضل والدتها كيف تمسك القلم، وبدأت بمحاولات الرسم، ثم انتقلت لتعلم الطرز بالإبرة والخيط. تقول أم فرح: “في البداية، كنت أجرب معها ترميم ملابسها بخياطة بسيطة أو بعمل بعض الغرز الصغيرة، ثم بدأت أجلب لها رسومات للكنفة، وأحياناً كنت أرسم لها الصور على القماش لتقوم بتطريزها، وأصبحت تستخدم يديها في العمل وتستمتع به”.

فرح ليست مجرد حالة إنسانية، بل نموذج للإصرار والمثابرة، ولأم سورية لم ترضَ بأن تبقى ابنتها حبيسة العجز، فصارت ترافقها على درب التعافي، خطوة بخطوة، بإبرة وخيط، ويدين لا تملان العطاء.

وبمرور الوقت، تمكنت فرح من صنع عدة قطع تطريز فنية، زيّنت بها جدران المنزل، وبعضها أهدته للأقارب والجيران. لم تكن هذه القطع مجرد أعمال يدوية، بل رسائل صغيرة تروي قصة انتصار فتاة على الشلل، وعلى نظرة الشفقة، وعلى الصمت المفروض عليها منذ الطفولة. أعمال فرح صارت وسيلتها للتعبير عن ذاتها، بطريقتها الخاصة، وبصبر لا يُقهر.

مقالات ذات صلة