تواصل منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، بالتعاون مع محافظة دمشق، تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع إزالة الأنقاض في حي القابون شمال شرق العاصمة، في خطوة حيوية لدعم جهود التعافي المبكر في الأحياء المتضررة بشدة جراء سنوات الحرب الطويلة.
وانطلقت الأعمال صباح الأحد 27 نيسان 2025، وشملت فتح الطريق الحيوي الذي يربط بين حيي تشرين والقابون، إضافة إلى توسعة عدد من الطرقات الرئيسية والفرعية داخل الحي. وتأتي هذه المرحلة استكمالاً للمرحلة الأولى التي ساعدت في تحسين حركة المرور وإعادة تيسير الوصول إلى الأحياء المحاصرة بالركام.
ويُعد حي القابون من أبرز المناطق التي تعرضت لدمار واسع خلال النزاع السوري، حيث شهد معارك متكررة بين أطراف النزاع، أدت إلى تهجير آلاف العائلات، وتدمير البنية التحتية بنسبة كبيرة، بما فيها الطرق، والمدارس، وشبكات المياه والكهرباء.
وفي تصريح خاص لـ”سوريا 24“، قال حسن حسان، مدير الدفاع المدني بريف دمشق ومسؤول متابعة أعمال الإزالة في الدفاع المدني السوري، إن المشروع “يهدف بالدرجة الأولى إلى فتح الطرقات وتأمين ممرات آمنة لعودة الأهالي، وتسهيل وصول فرق الخدمات العامة وشبكات الصرف الصحي التي تضررت بشدة”. وأضاف: “هذه العملية أكثر من مجرد إزالة ركام؛ هي إعادة نبض الحياة إلى حي عانى طويلاً، وإعادة الأمل لسكانه بفرصة للعودة والاستقرار”.
وأوضح حسان أن فرق الدفاع المدني تعمل وفق معايير صارمة لضمان السلامة العامة، مع إعطاء الأولوية للطرق المؤدية إلى المدارس والمراكز الصحية والمرافق الحيوية، في ظل تحديات لوجستية كبيرة بسبب حجم الدمار.
وتُعتبر إزالة الأنقاض خطوة أساسية لتهيئة البيئة اللازمة لعودة السكان، وإعادة الخدمات الأساسية، إضافة إلى تقليل المخاطر البيئية والصحية الناتجة عن تراكم الركام ومخلفات الحرب، والتي تشكل تهديدًا مستمرًا على الصحة العامة والبنية التحتية والبيئة.
ويأمل القائمون على المشروع أن تسهم هذه الخطوات تدريجياً في دعم عودة النازحين، وإنعاش النشاط الاقتصادي، وتمكين الأهالي من استعادة حياتهم الطبيعية في حي لطالما كان أحد الشرايين السكنية والاقتصادية الهامة لدمشق.