الرقة: حشرة السونة تهدد بإتلاف موسم القمح وسط مخاوف المزارعين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تشهد حقول القمح المروي في مدينة الرقة هذا الموسم انتشارًا واسعًا لحشرة السونة، مما أثار حالة من القلق الشديد بين أوساط المزارعين الذين يخشون من تلف الموسم وتراجع الإنتاجية، خاصة بعد الضرر الكبير الذي تعرضت له الأراضي البعلية نتيجة الجفاف هذا العام.

وتُعد السونة حشرة صغيرة تتكاثر في سنابل القمح وتتغذى عليها، متسببة بتلف الحبوب في مواقع الإصابة. وقد لاحظ المزارعون هذا الموسم تفشيًا غير مسبوق لهذه الآفة، ما دفع الكثيرين منهم إلى اللجوء لاستخدام المبيدات الحشرية رغم تكاليفها المرتفعة، في محاولة لإنقاذ محاصيلهم.

المزارع عيسى الحمد (35 عامًا) من قرية كديران أوضح في تصريح خاص لمنصة سوريا 24 أنهم لاحظوا انتشار حشرة السونة في حقولهم منذ منتصف نيسان الجاري، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وبدء تكون السنابل، وقال:”باشرنا على الفور برش المبيدات الحشرية اللازمة للحد من انتشارها. وسنضطر لإعادة الرش مرة ثانية خلال الأيام القادمة، لأن مكافحة هذه الآفة تتطلب متابعة مستمرة حتى موعد الحصاد”.

 

من جهته، أكد المزارع عبدالله الهاني (57 عامًا) من سكان قرية السلحبية أن السونة تنتشر عادةً في سنوات الجفاف ومع بداية تشكل السنابل، مضيفًا: “كنا نتوقع ظهورها هذا العام بسبب قلة الأمطار، بحكم خبرتنا الطويلة في الزراعة. وهذه الآفة تتكاثر بسرعة كبيرة، لذا يجب مكافحتها سريعًا”.

وأشار عبدالله إلى الأعباء المالية الإضافية التي تكبدها المزارعون هذا الموسم، موضحًا أن الدونم الواحد يحتاج نحو ثمانية دولارات لتغطية تكاليف المبيدات وأجهزة الرش، وقال: “لدي 30 دونمًا من القمح، وقد أنفقت حوالي 2400 دولار على البذار والسماد وأجور الفلاحين، بالإضافة إلى نحو 245 دولارًا على مكافحة السونة. هذا مرهق جدًا لنا كمزارعين”.

 

وفي السياق ذاته، أوضح المهندس الزراعي ياسر الدحام في تصريح خاص لـسوريا 24 أن معظم حقول القمح المروي تعرضت للإصابة بآفة السونة هذا العام، مع تفاوت شدة الإصابة بين منطقة وأخرى، مشيرًا إلى أن ريف الرقة الجنوبي والمناطق القريبة من نهر الفرات
كانت الأكثر تضررًا بسبب كثافة الغطاء النباتي.

 

ووجه المهندس رسالة عبر سوريا 24 دعا فيها المزارعين إلى مراقبة حقولهم بشكل دقيق خلال هذه الفترة الحساسة، لافتًا إلى أن نشاط الحشرة يتزايد بين أواخر نيسان وبداية أيار مع ارتفاع درجات الحرارة وبدء تكوين حبوب القمح، مؤكدًا على أهمية الرش الوقائي لتجنب خسائر فادحة في المحصول.

 

تجدر الإشارة إلى أن مدينة الرقة تحتل المرتبة الأولى في زراعة القمح المروي على مستوى سوريا، بنسبة تصل إلى 65% من المساحات المزروعة بالري في المحافظة، ما يجعل الحفاظ على هذا المحصول مسألة حيوية للأمن الغذائي المحلي.

مقالات ذات صلة