جامعة دمشق: محاولة للارتقاء على سلم تصنيف البحث العلمي الدولي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أسهمت الحرب التي شنها نظام الأسد على الشعب السوري خلال الأربعة عشر عامًا الماضية في تدهور العديد من القطاعات الحيوية في البلاد، وعلى رأسها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.

وكان لجامعة دمشق، كبرى الجامعات السورية وأقدمها، نصيب كبير من هذا التراجع، إذ انعكست سنوات الصراع بشكل مباشر على مستوى الأبحاث، جودة التعليم، والسمعة الأكاديمية للجامعة، ما أدى إلى تراجع تصنيفها العلمي والبحثي بشكل حاد على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وبحسب رصد أجرته “سوريا 24” عبر تقارير التصنيفات العالمية، فإن جامعة دمشق كانت حتى أواخر عام 2023 على وشك الخروج من معظم التصنيفات الدولية، بعدما كانت قبل سنوات الحرب ضمن الجامعات النشطة أكاديميًا في المنطقة.

البحث المتقدم في معايير التصنيف: تراجع مقلق

تشير بيانات المتابعة إلى أن التصنيف العلمي لجامعة دمشق تأثر بعدة عوامل مترابطة، أبرزها تراجع الإنتاج البحثي النوعي، والانخفاض الواضح في مستوى جودة التعليم نتيجة سياسات الاستيعاب الجامعي العشوائي، إضافة إلى غياب التعاون البحثي الدولي، وتضرر البنية التحتية للبحث العلمي بفعل سنوات الحرب والعقوبات.

كل هذه العوامل كانت تدفع جامعة دمشق نحو التراجع المستمر في التصنيفات، وسط تحديات إضافية تتعلق بالموارد المالية والكوادر المؤهلة.

إدارة جامعة دمشق تحاول تحسين الصورة

في ظل هذه التحديات، بدأت إدارة جامعة دمشق باتخاذ خطوات فعلية لمحاولة استعادة جزء من مكانتها الأكاديمية.
وفي هذا الإطار، أكد الدكتور مروان الراعي، مدير مكتب التصنيف في جامعة دمشق، أن تأسيس وحدة دعم النشر الأكاديمي الدولي يمثل إنجازًا نوعيًا هامًا، مشيرًا إلى أنها تعد الأولى من نوعها على مستوى المنطقة العربية.

وقال الراعي لمنصة سوريا 24 إنّ الوحدة التي أُنشئت بالتعاون مع هيئة التميز والإبداع تهدف إلى تعزيز البحث العلمي، تطوير مهارات الكتابة الأكاديمية لدى الطلاب والأساتذة، دعم النشر في المجلات العالمية المرموقة، وتحسين جودة الأبحاث العلمية بما ينعكس على تصنيف الجامعة.

أهداف وحدة دعم النشر الأكاديمي الدولي

وتهدف الوحدة بحسب الراعي إلى التوسع في النشر العلمي ليشمل جميع الجامعات السورية، وتدريب الطلاب والأساتذة على معايير النشر الدولي بالاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي. كما تعمل على تسهيل وصول الباحثين إلى المجلات العلمية الرصينة عبر تقديم استشارات ومراجعات تحريرية متخصصة، إلى جانب دعم بناء قدرات الباحثين الشباب وتحفيز بيئة الابتكار العلمي داخل الجامعة.

الخدمات المقدمة

وبيّن الراعي أن وحدة دعم النشر تقدم عدة خدمات متكاملة، تشمل تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية في كتابة الأبحاث العلمية، تقديم مراجعات لتحسين جودة الأبحاث قبل التقديم، توفير استشارات فردية لاختيار المجلات المناسبة، إضافة إلى دعم الباحثين في عمليات التقديم وفهم حقوق الملكية الفكرية وقوانين الاقتباس العلمي.

نتائج مبكرة: تحسن تدريجي في التصنيفات

وحول نتائج هذه الجهود، أوضح الراعي أن جامعة دمشق سجلت قفزة مهمة خلال عام 2024، حيث انتقلت من التواجد في أربع تصنيفات دولية مهددة بالخروج منها، إلى الحضور ضمن 19 تصنيفًا عالميًا، أبرزها تصنيف “التايمز للتعليم العالي” بنسخته الدولية.

وأشار إلى أن هذا التحسن يعود بشكل رئيسي إلى زيادة الإنتاج البحثي، وتوجه الجامعة نحو التحول الرقمي، رغم استمرار التحديات في مجالات أخرى مثل جودة التعليم المرتبطة بسياسات الاستيعاب الجامعي التقليدية.

معايير التصنيف

وختم الراعي حديثه بالتأكيد أن التصنيفات الجامعية تختلف معاييرها بحسب نوع التصنيف، حيث تركز التصنيفات البحثية على جودة الأبحاث، عدد براءات الاختراع، والتعاون الدولي، بينما تعتمد تصنيفات التعليم على جودة التدريس والبيئة الجامعية.
وشدّد على أن إدارة جامعة دمشق مصممة على مواصلة تطوير منظومتها البحثية والتعليمية، رغم صعوبة الطريق وتعقيداته، من أجل تعزيز حضور الجامعة بين أفضل المؤسسات الأكاديمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

مقالات ذات صلة