تشهد مناطق جنوب سوريا في كل من درعا والقنيطرة تحركات وتحضيرات عسكرية من قبل الفصائل، في الوقت الذي لم يُحسم فيه الجدل حول مصير المنطقة، بانتظار تبلور التفاهمات النهائية بين روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل.
وبدأ النظام منذ أيام حرباً نفسية عبر نشر وسائل إعلامه صوراً وفيديوهات تُظهر أرتال قوات النظام وتجهيزاتها لبدء هجوم على درعا، ليأتي الرد من مختلف فصائل الجيش الحر التي ألقت منشورات بواسطة طائرات الدرون، دعت فيها الأهالي للثورة على نظام الأسد.
وأقامت “قوات شباب السنة” يوم أمس عرضاً عسكرياً بمشاركة عشرات الآليات العسكرية والدبابات والمدرعات، إثر تخريج دورة عسكرية جديدة من المقاتلين بكل الاختصاصات.
كما ذكر الفصيل أنه قد تم “تعزيز الكمائن ونقاط الرباط والمواجهة مع قوات النظام واستكمال الجاهزية تجاه أي عدوان مرتقب من قوات النظام وميليشياته الطائفية”.
وتوعّدت “فرقة أسود الجولان” قوات النظام “بإبادة جماعية وعمليات عسكرية قاسية في حال قرروا الهجوم على المناطق المحررة، وأنهوا اتفاقية خفض التصعيد”.
وجاء ذلك في بيان للفرقة، رداً على التصريحات الروسية الأخيرة الداعية إلى وجوب سيطرة قوات النظام على محافظتي درعا والقنيطرة مقابل سحب الميليشيات الإيرانية.
كما دعا البيان كلَّ الدول العربية والإقليمية في المنطقة، بالتدخل والالتزام بواجباتهم الإنسانية تجاه الشعب السوري.
وأعلن أيضاً “تحالف بركان الحارة” تل الحارة منطقة عسكرية، وأبدى استعداده لصد أي هجوم لقوات النظام والميليشيات الإيرانية من منطقة مثلث الموت.
كما حذّر “التحالف” في بيان له ما وصفهم بـ “عرّابي المصالحات” من أي وجود لهم في المنطقة، أو ترويج لأي إشاعات عن مصالحات.
تتزامن هذه التجهيزات والبيانات من فصائل الجنوب السوري، مع اجتماعات وتصريحات دولية حول منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا، حيث ناقش وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يوم أمس، منطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا خلال لقائمها في موسكو.
وأوضح بيان لوزارة الدفاع الإسرائيلية بأن الاجتماع استمر لأكثر من 90 دقيقة بحثا خلاله المسائل الأمنية التي تهم الجانبين والوضع في سوريا والحملة الإسرائيلية لمنع إيران من ترسيخ وجودها في سوريا.
من جانبه قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان له إنه بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي في وقت لاحق أحدث التطورات الإقليمية والوجود الإيراني في سوريا.
فيما أكد التلفزيون الإسرائيلي بأن الاتصال الهاتفي تطرق إلى ترتيب محتمل لمنع أي وجود إيراني في جنوب سوريا على مسافة لا تقل عن 70 إلى 80 كيلومتراً من الحدود السورية الإسرائيلية.
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت النظام من أنها ستتخذ “إجراءات حازمة ومناسبة” رداً على انتهاكاته لوقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد جنوب سوريا في مدينة درعا الخاضعة في قسم منها لسيطرة فصائل من الجيش الحر.
يذكر أن الجنوب السوري ويشمل محافظات (درعا والقنيطرة والسويداء) يخضع لـ اتفاق “وقف إطلاق النار” كـ منطقة “تخفيف التصعيد” تم الاتفاق عليه في إطار عملية “أستانا”، ودخل حيّز التنفيذ منذ التاسع من شهر تموز عام 2017، وذلك بعد اتفاق “روسي، أمريكي، أردني”.