كشفت صحيفة “فورين بولسي” الأمريكية عدد القتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا، وخسائرها المادية منذ اندلاع الثورة السورية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان ” إيران تريد البقاء في سوريا للأبد” ترجمته “نداء سوريا” إلى اللغة العربية: ” قُتِل أكثر من 2000 عسكري إيراني في سوريا منذ أن بدأت طهران بضخ قوات وموارد هائلة للدفاع عن نظام بشار الأسد”.
ونقلت الصحيفة عن “منصور فارهنج” الدبلوماسي الإيراني السابق والباحث الحالي المقيم في الولايات المتحدة تأكيدات بأن حجم إنفاق إيران في سوريا بلغ 30 مليار دولار كمساعدات عسكرية واقتصادية للنظام، في حين أشارت تقديرات أخرى أن الإنفاق بلغ 105 مليارات دولار بمعدل 15 ملياراً سنوياً.
وبحسب الدبلوماسي الإيراني السابق فإن إيران تمتلك بسوريا حالياً 11 قاعدة لقواتها الرسمية، و 9 قواعد تضم ميليشيات مدعومة من طهران ممتدة على حمص ودير الزور وحلب ، بالإضافة إلى 15 قاعدة ونقطة مراقبة لحزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية.
وأشارت مصادر عسكرية للصحيفة أن إيران تتعرض لضغوط روسية لنقل قواتها وميليشياتها الموجودة في الجنوب السوري إلى دير الزور غرب نهر الفرات.
وتحدث التقرير عن المؤسسات المالية والفكرية التي زرعتها إيران في سوريا والتي وصلت إلى 14، أهمها مؤسسة الجهاد الإسلامية الإيرانية، والمؤسسة الخيرية الإسلامية التي موّلت ونظّمت إعادة إعمار جنوب بيروت بعد حرب 2006 ، وعملت على افتتاح مشاريع كبرى وإعادة بناء المدارس وشق الطرق وإشادة البنى التحتية، وهذه المؤسسات حالياً تتولى تقديم الدعم لأسر الميليشيات السورية المدعومة إيرانياً.
وتطرقت الصحيفة إلى الصفقات التي فازت بها إيران بسوريا خلال الأشهر الأخيرة وتشمل توريد الجرارات، والتنقيب عن فوسفات التعدين، وإصلاح شبكات الكهرباء، وتكرير السكر، مشيرةً إلى أن حجم الصادرات الإيرانية إلى سوريا يبلغ 150 مليون دولار سنوياً، كما أن طهران أقرضت النظام السوري 4.5 مليار دولار منذ عام 2013.
واستعرض التقرير سيطرة إيران وحلفائها العراقيين والسوريين على مناطق واسعة من الحدود العراقية بما فيها مناطق عبور موادّ البناء وموارد الطاقة وخطوط أنابيب النفط مما يعطي طهران أهمية كبيرة في مستقبل البلاد وإعادة الإعمار.
وأفادت الصحيفة أن القسم الأكثر تمسكاً داخل النظام الإيراني بدعم الأسد يرأسه “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، واستبعدت أن يقبل هذا التيار أن يوافق على فك الارتباط مع النظام بدمشق، ورجحت أن يلعب لعبة طويلة الأمد وبطيئة وثابتة من خلال دعم الأفراد وبعض الميليشيات والاستثمارات الاقتصادية.
وخلصت الصحيفة للقول بأن “السبب الوحيد الذي سيدفع إيران إلى مغادرة سوريا هو هزيمة النظام السوري”.