نجا الصغير باولو سيزار ليما من حياة الفقر والجريمة التي كانت تحيط بالحي الخطير الذي يقطنه في مدينة ريو دي جانيرو، واتجه إلى لعب كرة القدم كمحترف في عمر مبكر محققاً عدة نجاحات في بلاده وخارجه ومع منتخب البرازيل، لكنه سيبقى في ذاكرة الناس بأنه اللاعب الذي استبدل ذهبية كأس العالم ببضع غرامات من مخدر الكوكايين.
عرف “كاجو” كما يعرف في الأوساط الكروية بأنه صانع ألعاب ماهر، نجح بقيادة بوتافوغو العريق إلى الألقاب نهاية الستينيات الميلادية وهو لم يتجاوز 19 عاماً، ونتيجة ذلك استدعاه ماريو زاغالو ليكون أحد اللاعبين الذين سيكونون في قائمة منتخب البرازيل المشارك في مونديال 1970، إلى جانب بيليه وكارلوس ألبرتو وريفيلينو وجيرزينيو وتوستاو، وهو المنتخب الذي يعتبر من أقوى المنتخبات التي مرت على تاريخ كأس العالم.
شارك “كاجو” في البطولة وتوج بها مع منتخب بلاده وهو لم يتجاوز 21 عاماً، وعاد إلى بوتافوغو ليقوده إلى تحقيق الألقاب، لكن الفتى الصغير بدأ بالتحول تدريجياً عقب الحصول على ميدالية المونديال.
فبعد زيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية خلال السبعينات الميلادية عاد كاجو إلى البرازيل الواقعة تحت الحكم الديكتاتوري آنذاك، بشعر لونه أحمر، وأعلن أنه يدعم حركة الفهود السوداء التي نشأت في أميركا بين الستينيات والثمانينيات الميلادية وتحديداً بعد مقتل مالكوم أكس، والتي تشجع ذوي البشرة السمراء بالدفاع عن أنفسهم وعدم نبذ العنف.
وانتقل كاجو إلى فرنسا ليلعب في صفوف مرسيليا لكنه لم يستطع التأقلم في أوروبا، وقال حينها: وضعي المادي في البرازيل معقول، لكني أريده أن يكون أفضل، والسبيل الوحيد إلى ذلك هو التوجه نحو فرنسا.
لكنه عاد إلى البرازيل، ومن جديد إلى فرنسا والولايات المتحدة الأميركية قبل أن يعتزل كرة القدم نهائياً مطلع الثمانينيات الميلادية.
وفي عام 2015 اعترف باولو سيزار في لقاء مع شبكة “غلوبو” البرازيلية بأن إدمانه للكوكايين دفعه إلى بيع ميداليته الذهبية التي حصل عليها بعد الفوز على إيطاليا 4-1 في نهائي 1970، من أجل شراء المخدر.
وقال: كنت لا أستطيع السيطرة على نفسي، أردت الكوكايين بشدة، ولم يكن أمامي حل إلا بيع الميدالية الذهبية، تمنيت أن يعود الوقت ولا أفعل ذلك، لكنه حدث، لم أبلغ أي شخص بما فعلته، لكن حان وقت الاعتراف.