السنوات السبع الماضية من الثورة السورية شهدت تنفيذ انتخابات رئاسية وبرلمانية في أكثر من دولة حول العالم، خاصة أوروبا بما فيها؛ ألمانيا، السويد، تركيا، وغيرها، واليوم تشهد تركيا مرة أخرى انتخابات جديدة على سدّة الرئاسة.
القاسم المشترك بين هذه الانتخابات هو البرنامج الانتخابي للمعارضة في هذه الدول، وحيث تتبنى جميعها نهج واحد هو ترحيل اللاجئين أو الحد من المساعدات المقدمة لهم أو حتى بناء جدران عازلة لمنع تدفقهم، دون وجود “في معظم الأحوال أي شيء آخر على القائمة”.
وللتذكير فإن البرنامج الانتخابي هو عبارة عن الخطة أو برنامج العمل الذي يضعه المرشح لمنصب ما ليوضّح من خلاله الأهداف والمشاريع التي يسعى لإنجازها أثناء فترة توليه المنصب، ويعمل المرشح على عرض هذه الخطة على الناخبين وذلك لكسب أصواتهم من خلال ما يحدده من أهداف ومطالب في هذا البرنامج.
الغريب في الأمر أن أغلب هذه المعارضات لا تملك أي شيء آخر في جعبتها، وبرامجها الانتخابية خاوية من أي شيء حسّي أو فعلي آخر، فـ”تتقاوى” على اللاجئ الضعيف الذي هرب من الاضطهاد والحرب والعنصرية، هذا اللاجئ المنتوف الذي ترك منزله ووطنه، وتنسى وربما تتناسى الأشياء الصعبة في حياة مواطنيها والتي تحتاج التحسين لـ”صعبوتها”.
لا شك أنه من السهل على هذه المعارضات أن تقول أنها ستطرد اللاجئين “وعلى الأغلب في حال فوزها ستتراجع عن ذلك لأن الأمر يخضع لقوانين دولية لا يمكن تجاوزها بسهولة”.
أما أن تقول هذه المعارضات أنها ستحسّن دَخل المواطن، أو ستحسن الخدمات العامة المقدمة، أو ستعمل على رفع اقتصاد البلاد، أو أو أو، فالأمر مستبعد وإن كان موجود عند بعض الأطراف.
ولكن السؤال “لماذا تصل هذه المعارضات إلى هذه الدرجة من التدني في الطرح”، للإجابة على هذا السؤال علينا أن نلاحظ أمرين!
الأول: لوم اللاجئين على كل المشاكل الموجودة في البلد، هذا أمر هيّن على أي أحد خاصة أن هذا اللاجئ في معظم الأحوال لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، وفي أحوال أخرى لا يتجرأ في الدفاع عن نفسه.
والثاني: يمكنها التراجع عن هذا الهدف بعد الوصول إلى الحكم، لدواعي إنسانية “تكسي أيضاً من طرحها”، أو تلوم القوانين الدولية التي تمنع إرجاع أي أحد إلى بلده رغماً عنه.
أما لماذا تلجأ هذه المعارضات إلى ذلك “وتستمر”، فهذا السؤال الذي يحيّر الكثيرين، إذ أن جميع من انتهج هذه السياسة في السنوات السبع الماضية فشل في الوصول إلى الحكم، ببساطة لأنه يخاطب جمهوره الذي يدعمه في الأساس ولا يحاول أن يستقطب جمهور الخصوم، وبالتالي لم يكسب أصواتاً جديدة وبقي في مكانه.