حفلات غوطة دمشق.. ترغيب وترهيب

Facebook
WhatsApp
Telegram

الجزيرة - SY24

أقامت قوات النظام السوري خلال أيام العيد وما بعده حفلات طرب شعبي في ساحات من مدن وبلدات الغوطة الشرقية، بمناسبة ما أسمته “النصر على الإرهاب” وطلبت من الأهالي حضور الحفلات بالترغيب والترهيب عبر تعميم بذلك على الحواجز المنتشرة هناك.

وانطلقت الحفلات مع بداية أيام العيد وامتدت عدة أيام بعده، وكانت تتسم بطابع شعبي، وتبدأ ليلا حتى وقت متأخر وتتخللها أغان شعبية تمجد انتصارات قوات النظام في الغوطة وتمدح رأس النظام بشار الأسد.

ويرى معارضو النظام أن تلك الحفلات بعيدة عن العادات والتقاليد والأعراف لدى أهالي المنطقة، وأن الهدف منها غسل أدمغة الشباب والأهالي الذين اتخذوا قرار البقاء في الغوطة الشرقية وتلميع صورة قوات النظام في نظرهم، ومسح آثار الانتهاكات اليومية بحق المدنيين من قصف وقتل وتجويع على مدى الأعوام الماضية.

وقال أحمد أبو النور أحد الشباب الذين بقوا في الغوطة “الحفلات كانت أشبه باحتفالات النظام قبل الثورة التي ترصد المخابرات فيها أي تحرك، ومن الواضح سعي قوات النظام لإظهار الوجه الحسن لاكتساب ود الأهالي ليحلوا مكان من كان قبلهم من فصائل الجيش الحر”.

وأكد أبو النور”أن الاحتفالات تهدف لحل المنطقة أخلاقياً لتتسم بسمة المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بالعاصمة دمشق”.

تكريس الخوف:
أما الباحث الاجتماعي حامد عيسى فقال إن مثل هذه الحفلات “تعتبر رقصا على دماء الشهداء من قبل الجلاد” مضيفا أن “النظام الاستبدادي يسعى إلى فرض حالة من الخوف والانقسام طويلة المدى على الأهالي، والترويج الإعلامي للحفلات هو تسويق للخارج”.

على الجانب الآخر يعتبر الموالون للنظام تلك الاحتفالات “تكريما وترفيها للمناطق التي حضنت الإرهاب”، ويرون أنه كان من الأولى أن تكون في مناطقهم التي دعمت النظام خلال السنوات السبع الماضية.

وقال فادي شاغوري أحد موالي النظام بدمشق “أخطأت الحكومة السورية بهذه الحفلات التي لم تكن عملا موفقا، وكان من الأحرى أن تقام هذه الحفلات في العاصمة دمشق”.

وأضاف: “الغوطة الشرقية ما زالت تعج بمن قاتل النظام وننتظر مضي ثلاثة أشهر لنراهم على خطوط المواجهات الأولى كما وعدت لجان المصالحة”.

يذكر أن قوات النظام فرضت سيطرتها على الغوطة الشرقية بريف دمشق بشكل كامل نهاية مارس/آذار الماضي بعد حملة عسكرية واسعة، بدعم روسي، استخدمت فيها أسلحة محرمة دوليا أودت بحياة أكثر من ألف وخمسمائة شخص وانتهت باتفاق تهجير المعارضة باتجاه الشمال السوري.

مقالات ذات صلة