نجحت صفحة على “فيسبوك” ببيع جوازات سفر بريطانية غير قانونية لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، كانت تعرضها علانية في السوق السوداء، بأسعار تتفاوت بحسب الإصدارات الحقيقية والمزيفة، بلغ أدناها 800 جنيه إسترليني، وذلك وفقاً لتحقيق أجرته صحيفة “ذا ديلي ميل”.
ونقلت الصحيفة البريطانية أنّ الصفحة التي تتميز بصور لوثائق سفر بريطانية على “فيسبوك” باللغة العربية وتحمل اسم: جوازات سفر أوروبية للبيع VIP، تتباهى بإعلانها: “نبيع جوازات سفر من 800 ولغاية 2600 جنيه إسترليني. نحن لسنا مهربين. نحن فقط نبيع جواز السفر ولسنا مسؤولين عن سفرك أو تهريبك”.
وتضيف “إنّ سبعة من أصل عشرة عملاء نجحوا في عبور مراقبة الحدود”، وتشير إلى أنها تقدم طوابع دخول إضافية تبدأ من مبلغ 170 وتصل إلى 280 جنيهاً إسترلينياً.
وكشفت “ذا ديلي ميل” الأمر عندما طلب أحد مراسليها المتنكرين شراء جواز سفر بريطاني، ولقي استجابة سريعة من البائع عبر خدمة “واتساب”، الذي عرض عليه جواز سفر أصليا بقيمة 2400 جنيه إسترليني، وجواز سفر آخر مشابها للأصلي بنسبة 90 في المائة مقابل مبلغ 1700 جنيه إسترليني، كذلك عرض عليه جوازاً ثالثاً مزوراً، لكنه يبدو أصلياً بنسبة 50 في المائة بمبلغ 1400 جنيه إسترليني.
وأشارت الصحيفة إلى أن البائع كتب على “فيسبوك”، “لا يمكن لأي شخص عادي أن يرى الفارق ما لم تضع جوازات السفر جنباً إلى جنب”. ولفت إلى أنّ هيئات مراقبة الجوازات عند الحدود قد تميز المزيف، لذلك عرض خيار دفع المزيد من المال للحصول على جواز سفر أصلي، أو دفع مبلغ أقل والمخاطرة. ووعد البائع المراسل المتخفي بتوفير جواز سفر له مع صورة تبدو كأنها له، أو خيار إضافة صورته على الجواز. وأكدت الصحيفة أن الجواز كان جاهزاً في إسطنبول، واشترته بالفعل وتبين أنه جواز سفر بريطاني حقيقي سُرق من رجل أعمال.
لم يكتف البائع بالترويج لعمله على “فيسبوك” بل كان لديه حساب على “تويتر” أيضاً، يحتوي على أرقام هواتف بريطانية وتركية تم تحديثها أخيراً. فضلاً عن وجود صفحة أخرى على “فيسبوك” باسم طالبي اللجوء، تشير إلى أنّها تعمل على خدمة النازحين السوريين، بيد أنّها تستخدم الموقع للتسويق غير القانوني للجوازات.
وأوضح التحقيق أن الترويج لوثائق السفر على الموقع يعود إلى ثلاث سنوات على الأقل، حيث نشر رجل يدعى حمادة أزمير في عام 2015 أنّهم يقدّمون جواز سفر بريطانيا مقابل 880 جنيها إسترلينيا. ويدير المجموعة رجل يدعى أحمد الحساني، يعيش في إسطنبول لكنه في الأساس من مدينة الميادين في شرق سورية.
ويستخدم بعض اللاجئين في دول الاتحاد الأوروبي “فيسبوك” للترويج لوثائق السفر الصادرة عن الحكومة، التي تسمح بحرية التنقل في معظم أنحاء القارة.
ويسمح جواز السفر الأزرق (أصدرته المملكة المتحدة بعد البريكست) بحرية التنقل في معظم أنحاء أوروبا وفي المملكة المتحدة مع تأشيرة دخول. وتلفت “ذا ديلي ميل” إلى أنّ البائع عرض عليها وثيقتين مقابل 1322 جنيها إسترلينيا. بيد أنّه سرعان ما أزال صفحة “جوازات أوروبية للبيع VIP”، وأبقى على صفحة مجموعة فيسبوك السورية مغلقة بعد أن اتصلت به الصحيفة.
وقال متحدث باسم “فيسبوك” للصحيفة: “لا يسمح بالسلع المزيفة على فيسبوك لأنّها تنتهك معايير مجتمعنا. حذفنا المحتوى وأوقفنا المشرفين الذين انتهكوا هذه المعايير. نحث الأشخاص على الإبلاغ عن المحتوى الذي يشتبه بأنّه غير قانوني أو ينتهك معاييرنا حتى نتمكّن من إزالته”.
من جهتها قالت وزيرة الهجرة كارولين نوكس: “إن إدارة الهجرة تراقب باستمرار التهديدات التي تتعلق بإنتاج وتوريد وثائق سفر مزورة، بما في ذلك استخدام الإنترنت لتسهيل التجارة في الجوازات وبطاقات الهوية.