تتكرر حوادث اندلاع الحرائق في مخيمات النازحين الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا بريف إدلب الغربي، خصوصاً خلال فصل الشتاء نتيجة الوسائل البدائية الخطيرة التي يعتمد عليها النازحون لتوفير التدفئة لأطفالهم، فضلاً عن طبيعة الخيام والمواد المصنوعة منها القابلة للإحتراق، وهذه الحرائق لا تقتصر أضرارها على المادية فقد تسببت بوفاة وإصابة العديد من النازحين منذ تأسيس المخيمات في ظل غياب حملات التوعية، وتنبيه النازحين لمخاطر هذا الأمر وإبعاد الأطفال ومنعهم من العبث بمواد التشغيل.
تؤكد “سوسن حاتم” إحدى النازحات في مخيم قرية “عين البيضا”، لـ “SY24″، أنها شهدت منذ نزوحها إلى المخيم اندلاع عدة حرائق بين خيم النازحين وهو ما يسبب حالة خوف كبيرة وهلع بين سكان المخيم، بسبب سرعة انتشار الحريق وامتداده بين الخيام، فضلاً عن أن جميع النازحين يقومون بتخزين الوقود بهدف التدفئة، وهو ما يساعد في قوة الحريق وعجز الأهالي عن السيطرة عليه بشكل سريع، كذلك فإن ضيق الخيام وصغر مساحتها هو ما يسبب وقوع ضحايا بسبب عجز النازحين عن الهرب من خيامهم التي تتعرض للاحتراق، والتي تمتد النار فيها بشكل سريع.
وأضافت أن “المسؤولين عن المخيمات يقومون بطلب المساعدة من فرق الدفاع المدني عند وقوع أية حادثة من هذا النوع بهدف إخماد الحريق ومساعدة الجرحى في حال كان هناك إصابات والعمل على إسعافهم نحو المشافي”، مشيرة إلى أن “السبب الرئيسي بما يحصل معهم من احتراق للخيم يعود إلى البرد الشديد الذي يعيشونه ضمن الخيم وعملهم على تشغيل النار بشكل كبير للحصول على الدفئ، وطبيعة الخيم المصنوعة من النايلون القابل للاشتعال فوراً”.
من جهته قال “أبو حسن” المسؤول عن أحد مخيمات النازحين في قرية “خربة الجوز”، إن “غياب التوعية في المخيمات والحياة الصعبة التي تعيشها العوائل والفقر الشديد الذي يدفعهم لاستخدام وسائل خاطئة للحصول على الدفئ لعجزهم عن شراء الحطب، كحرق الملابس أو الأكياس ووضع المحروقات عليها مما يؤدي إلى اندلاع النار بقوة، كذلك غياب الكهرباء والإعتماد على الإنارة بطريقة بدائية كتمديد أسلاك تظهر فوق الخيمة ووضع البطارية بالقرب من المدفأة، بسبب صغر حجم الخيمة والتي تعرضت للإنفجار في عدة خيم، كل هذه عوامل تلعب دور كبير في الحرائق التي أودت بعشرات الخيم”.
وتابع أن “المسؤولين عن المخيمات يعملون بشكل دائم على تنبيه الأهالي على العديد من الأمور المتعلقة بسلامتهم وسلامة أطفالهم خصوصاً في فصل الشتاء، كذلك يقومون بتعويض العوائل التي تتعرض خيمهم للاحتراق من خلال تأمين خيمة جديدة لهم وأغراض بديلة عن التي تعرضت للحرق”.
في حين أفاد المسؤول الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في اللاذقية “حسن درويش”، أن “فريق الدفاع المدني في اللاذقية استجاب العام الماضي لـ 15 حريق اندلع في مختلف المخيمات المنتشرة في ريف إدلب الغربي، وهذه الحرائق أسفرت عن وفاة نازحين ووقوع العديد من الإصابات أغلبهم من الأطفال”، معتبراً أن “هذا الأمر شكل حالة من الخوف والحاجة لتدخل السريع حيث عمل عناصر الدفاع المدني على التوجه إلى المخيمات وتقديم معلومات توعوية عن طرق تشغيل المدافئ وكيفية التعامل معها، بهدف زيادة الوعي وتخفيف الأضرار التي تقع جراء هذه الحوادث”.
وبين أنه” كان هناك أثر إيجابي كبير لعمل الفرق وزيادة وعي لدى النازحين وهو ما قلل عدد الحرائق في العام الحالي، ولم يكن هناك أي خسائر بشرية”، منوهاً أن “عمل عناصر الدفاع المدني يستمر عدة أيام في المخيمات عند اندلاع الحرائق وذلك لمراقبة الوضع خوفاً من اندلاع النار مجدداً وبقاء أي أثر صغير لها من الممكن أن يجدد الحريق”، مختتماً الحديث بأن “فرق الدفاع المدني تبذل مجهوداً كبيراً في مساعدة النازحين وتخفيف الضرر عنهم”.
يذكر أن مخيمات النازحين في ريف إدلب الغربي التي تم تأسيسها منذ عدة أعوام، تضم آلاف العوائل النازحة من مناطق متفرقة أبرزهم من أرياف حماة واللاذقية، وتنتشر عشرات الخيم بطريقة عشوائية في ظل غياب جهة مسؤولة عنهم.