كعادتها، بعد دخول أي مدينة وتهجير أهلها، عفّشت قوات النظام، أثاثاً منزلياً من المناطق التي سيطرت عليها في محافظة درعا.
وأثارت ظاهرة “التعفيش” في درعا استياء أهالي السويداء، لكون أغلب الأثاث المعفّش، يباع في قرى السويداء الغربية، حيث تفتح
ميليشيات تباعة للنظام لفي تلك القرى أسواقاً بالمفرق والجملة، ما اعتبره جزء كبير من أهالي المدينة أمراً منافياً للأخلاق والضمير.
وبدأت المطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة تلك المسروقات، وأطلق مجموعة من الناشطين حملة تحت هاشتاغ “مارح أشتريه صاحبه عم يبكي عليه، لا للتعفيش”، وتفاعل معها أهالي السويداء بشكل كبير، في حين لم تخل الاجتماعات العائلية من مناقشة ظاهرة التعفيش ودعوة أبنائهم لمقاطعة هذه البضائع.
وقال “راكان الأطرش” أحد مشايخ الموحدين الدروز: “أي غنائم تباع في الجبل حرام على البائع والمشتري وعلى ولادهن وعيلهن وما راح يتوفقوا، وكرم الضيوف واجب وضيوفنا مفروض نأويهم ونشربن قهوة ونقدملن الشرب والأكل وبعدين بيرجعوا سالمين غانمين”.
ورغم ضعف الإقبال على المواد “المعفشة” في السويداء إلا أن أسعارها الرمزية دفعت ببعض الأشخاص لشرائها، مثلا سعر براد الحافظ 26 قدم الذي أصبح حلم لأصحاب الدخل المحدود لا يتجاوز الـ 150 ألف بيد أن سعره بالسوق قد تجاوز ال 400 ألف ليرة سورية، أما شاشات التلفاز 32 بوصة كل 4 بـ 100 ألف ل.س.
كما أصدرت “حركة رجال الكرامة” في السويداء بياناً، استنكرت فيه ظاهرة إنشاء أسواق لبيع أثثٍ وأدوات كهربائية ومنزلية قامت ميليشيات وعناصر من جيش النظام بـ “تعفيشها”، من مدن وبلدات في درعا، بعد أن انتشرت أسواق لبيع هذه السلع في قرى وبلدات متاخمة لدرعا، منها: لبين، وذيبين، والمزرعة، وتعارة، وعريقة، وعرى، والدور، والدارة.
اعتبر كاتبو هذا البيان أن بيع وشراء هذه الممتلكات هو “حرام شديد التحريم”، وفق تعبيرهم. وطالبوا الأهالي بمقاطعة كل من يتاجر بالممتلكات المسروقة، قائلين: “إن هذه الظاهرة تشكل تهديدًا للسلم الأهلي والنسيج الاجتماعي”. وحمَّل البيان أجهزة النظام مسؤولية انتشار هذه الظاهرة في السويداء، ووصَفها بـ “القذرة الملطخة بالدماء”.
وعبّر الناطق الإعلامي باسم “حركة رجال الكرامة” الملقب بـ “مقداد”، في بيان نشر على (فيسبوك)، عن إنشاء هذه الأسواق والتعامل معها، بالقول “تستنكر حركة رجال الكرامة الأسواق التي أنشأها بعض ذوي النفوس الضعيفة، للتجارة بأرزاق وأثاث وممتلكات المواطنين المسروقة التي فرَّ أصحابها، بسبب أحداث العنف التي تعصف بالمنطقة الجنوبية”.
ما هو التعفيش:
يرمز إلى نهب المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام والمليشيات الموالية لها وبيع المسروقات في المناطق الخاضعة أساساً لسيطرة النظام.
ورصدت صفحات موالية وأخرى معارضة، استياء أهالي السويداء من هذه الظاهرة، وفيما يلي أبرز ما جاء من مناشير عبر مواقع التواصل الاجتماعي: