لم تسلم أي مدينة سورية خارجة عن سيطرة النظام السوري من القصف العشوائي بمختلف أنواع الأسلحة، حيث حوّلت آلاف الصواريخ بعض المدن إلى رُكام، كنوعٍ من العقاب الجماعي، فبالأمس كانت الغوطة، وقبلها حلب وحمص واليوم درعا.
مدينة صيدا الواقعة في ريف درعا الشرقي (تبعد 10 كم عن مركز المحافظة)، واحدة من المدن التي تشكل ثقلاً اقتصادياً كبيراً للأهالي، دُمّر أكثر من ثلثيها بسبب آلاف الصواريخ والقذائف التي انهالت على المدينة.
وعلى اعتبار أن أغلب أهالي المدينة يُعرفون بمواقفهم المعارضة للنظام حتى قبل الثورة السورية، فلديها نسبة كبيرة من المغتربين في الخارج، وتحديداً في دول الخليج، وضخّوا المليارات إلى المدينة التي شهدت عمراناً وأسواقاً وحركة تجارية فريدة من نوعها على عكس المناطق السورية الأخرى، أو الفقيرة دون الوسط.
إذاً، فلل وقصور ومبانِ ضخمة وأسواق ومحلات صرافة وذهب، قد لا نراها إلا في مدينة صيدا، تحوّلت اليوم إلى رُكام بسبب آلاف الصواريخ التي سقطت عليها قبل سيطرة النظام على المدينة، وبلغت الخسائر بالمليارات، بعد دمار أكثر من 70% وفقاً للأهالي المطلعين على ماهية المدينة.
لم يغلق الأهالي والمغتربون أبواب منازلهم في صيدا قبل بضعة أعوام أمام النازحين الفارين من المعارك، واستوعبت المدينة التي يبلغ عدد سكانها بالأصل 24 ألف نسمة قرابة 70 ألف نسمة بين السكان الأصليين والنازحين.
وبعد الحملة العسكرية الأخيرة التي بدأها النظام السوري قبل شهر تقريباً، اضطر غالبية السكان للنزوح إلى الشريط الحدودي بين سوريا والأردن، من بينهم نازحو بلدة النعيمة، لكن وباتفاق التهدئة الذي وقعته فصائل الجنوب مع روسيا، عاد الأهالي إلى مدينة بصرى الشام على أمل العودة إلى بلداتهم.
يقول أحد أهالي بلدة صيدا في حديث لـ SY24: “لم تكن بلدة صيدا يوماً بحاجة للنظام السوري، فحتى الشوارع قام الأهالي بتعبيدها، وتخديم أحيائهم على حسابهم الشخصي، واليوم قام النظام بتدميرها وتهجير أهلها”.
وأضاف: “احتلها النظام بعد أكثر من 600 غارة جوية، وقرابة ألفي صاروخ، ما عدا القذائف التي قد يصل عددها إلى 10 آلاف، وخلال أيام دمّر النظام ما بناه الأهالي خلال سنين”.
وشهدت مدينة “صيدا” أعنف حملة عسكرية بين الجيش السوري الحر وقوات النظام، حيث اتبع الأخير سياسة الأرض المحروقة، ما دفع بمقاتلي الحر للانسحاب، وانتهت المعركة بسيطرة النظام السوري على المدينة.
لم تسلم المدينة من حملات التعفيش فالمنازل التي لم تُدمّر بشكل كامل، أفرغت من محتوياتها، بعد منع عناصر النظام دخول أي مدني إلى منزله بحجة التفتيش، ولهذا أصدر وجهاء السويداء بياناً حرّموا فيه شراء المواد “المعفشة”.
[foogallery id=”19463″]
