شاءت الظروف أن قرر الشاب العفريني “أبو بلال” الذهاب إلى دمشق طلباً للعمل قبل 18 عاماً، في العام 2000، وأراد أن يؤسس عائلةً هناك في الغوطة الشرقية، دون علمه أنه سيعود يوماً إلى عفرين مسقط رأسه، لكن ومعه عائلة أصيبت بأكملها بقصف النظام على الغوطة قبل التهجير.
عاد أبو بلال إلى عفرين، برفقة 5 أطفال وزوجة، أصيبوا جميعهم بالقصف، ولكل واحد منهم قصة ومعاناة، حيث يقول والدمعة حبيسة في عينيه متحدثاً لـ SY24: “أصيبت عائلتي بأكملها في الحصار بعد أن اشتدت ذروته في السنة الأخيرة قبل التهجير، وتوفيت ابنتي البالغة من العمر 3 سنوات فقط، وأثناء عودتي إلى البيت سقط صاروخ اخترق منزلنا المتواضع ما أدى لإصابتي جميع أفراد عائلتي”.
ويتابع مشيراً إلى طفله الجالس في حضنه: “هذا الطفل أصيب برأسه بإحدى الشظايا، وطفلي البالغ من العمر 3 أشهر فقط أصيب برجله الصغيرة التي بُترت على الفور، كما أن زوجتي أصيبت برجلها وبُترت أيضاً، وكل هذه الأحداث قبل التهجير بشهرين فقط”.
وشدد أبو بلال على أن هدفه الأول والأخير هو تأمين العلاج لزوجته وأفراد عائلته بعد عودته إلى عفرين في ريف حلب، مؤكداً أنه يبحث عن طريقة للدخول إلى تركيا من أجل تأمين العلاج لهم وتركيب أطراف اصطناعية لزوجته وابنه الصغير.
تتألف عائلة أبو بلال من سبعة أفراد وجميعهم بحاجة للعلاج خارج سوريا، وباتت أقصى أحلامه أن يحصل على طريق آمن من أجل الدخول إلى تركيا على اعتبار أن الإمكانيات الطبية في الداخل محدودة جداً.