نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن الأمم المتحدة قولها إن 250 ألف نازح سوري من درعا تقطّعت بهم السبل، وسط الصحراء قرب الحدود مع الأردن والأراضي السورية التي تحتلّها إسرائيل وذلك بعد أن فرّوا من الهجوم الذي شنّته قوات النظام والميليشيات المساندة لها على درعا.
وبحسب مكتب المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 234 ألف شخص فرّوا من العنف في جنوبي سوريا، منذ منتصف يونيو الماضي، وهم يعيشون وضعاً رديئاً.
وأوضح المكتب أن هؤلاء اللاجئين “لا مأوى أو حماية تقيهم من الحرارة الشديدة في الصحراء، فضلاً عن غياب الإمدادات الغذائية”، داعياً جميع الأطراف إلى ضرورة السماح بمرور قوافل الشحنات الإغاثية للمدنيين.
دعوة الأمم المتحدة هذه جاءت بعد ساعات من إعلان قوات النظام دخوله مناطق تحت سيطرة المعارضة لأول مرة منذ سنوات وذلك عقب اتفاق بين الفصائل العسكرية والقوات الروسية.
وتواصل الصحيفة البريطانية الحديث عن معركة درعا، مبيّنة أن الهجوم على هذه المدينة المدعوم من قبل روسيا، الذي جاء بعد أشهر من الهجوم على الغوطة الشرقية الذي استُخدمت فيه أسلحة كيماوية.
وتُشير إلى أن هذا الهجوم دفع بأهالي درعا إلى الفرار من مدينتهم، في أكبر عمليّة نزوح منذ بداية الصراع في سوريا.
وتابعت تقول إن “المعارضة السورية، وفي إطار سعيها لتجنيب المدنيّين ما جرى للغوطة، تفاوضوا سريعاً مع الروس، رعاة الأسد، بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها لن تتدخّل عسكرياً لحمايتهم”.
وأضافت “يقول دبلوماسي غربي إن الخطر الأخلاقي للتدخّل في الأزمة السورية قد ازداد بمرور الوقت، في تعليقه على تخلّي واشنطن عن المعارضة السورية في الجنوب، وهي التي كانت ترعاهم منذ بداية الثورة السورية”.
واستطردت الغارديان قائلة “بعد درعا من المتوقّع أن يحوّل النظام السوري أنظاره إلى شمالي البلاد؛ حيث مدينة إدلب التي يسيطر عليها معارضون إسلاميون، وتستضيف قرابة مليوني نازح من مدن سورية أخرى”.