“لا نريد أن نكون عالة على أحد، ولا نريد أن يتحنن علينا أحد، نريد أن نعتمد على أنفسنا، فالإنسان يجب عليه أن يعمل ويأكل من عرق جبينه”، كانت الكلمات الأولى للسيد “أبو جاسم الحمصي” الذي فقد طرفين من جسده مؤكداً على أنه سيواصل كفاحه في سبيل تأمين لقمة عيشه.
يقول أبو جاسم الحمصي الذي ينحدر من مدينة حمص ويقيم في ريف حلب الشمالي في حديثه لـ SY24: “وصلنا إلى ريف حلب بعد 7 سنوات من الحصار والدمار والقتل، بموجب صفقات التهجير التي أجبرنا عليها النظام، بعد أن فقدت يدي اليمنى وطرفي اليسار بقصف النظام السوري آنذاك على ريف حمص”.
وتابع الحمصي: “بسبب إصابتي وفقداني لطرفين من جسدي، بدأت العمل على بسطة لبيع “قوالب الثلج” التي يكثر الإقبال عليها في فصل الصيف تحديداً بسبب انقطاع الكهرباء، ونشكر الله أن الحال ميسور”.
وأضاف: “نريد فقط تأمين الخدمات اللوجستية العامة في المخيم، سواءً خيم بديلة عن المهترئة التي نسكن فيها، أو الخدمات الأخرى التي يستفيد منها عوام النازحين”.
وشدد “أبو جاسم” قائلاً: “لا نريد من أحد أن يتحنن علينا أو نكون عالة عليه بالسلل الغذائية أو ما شابه، نريد الاعتماد على أنفسنا، فالإنسان بحاجة لأن يعمل ويعتمد على نفسه حتى في أصعب الظروف”.
خرج أبو جاسم من مدينة حمص إلى مخيمات الشمال حيث تفاقمت معاناته، خاصةً وأنه يسكن مع 10 أفراد في خيمة واحدة.
لكن عزيمة أبو جاسم وإصراره بدأت تعود وبدأ يعمل في بيع ألواح الثلج لكي يأمن لعائلته لقمة عيشهم، وبات همه الوحيد أن يحصل على “خيمة لعائلته وأن يصبح لديه طرف صناعي ليده اليمنى”.