اختار الرجل الستيني “بسام حسين” أن يكون “العود” جليسه المفضل، يقضي مع العزف ساعات طويلة من كل يوم، وهو ما يجعله في غاية السعادة بعزف المقطوعات الموسيقية التي تحلّق به نحو عالم بعيد عن ضجيج الحرب.
بسام حسين الذي ينحدر من مدينة معرة النعمان بريف إدلب، يهوي العزف منذ صغره، حيث كان يرافق والده إلى المركز الثقافي، ومن خلاله تعلم العزف على هذه الآلة في سن مبكر.
يقول في مطلع حديثه لـ SY24: “هذه الآلة ليست كالآلات الغربية، فهذه أكثر حدة، والعود والناي وغيرها تحكي الحنان وتجعل المطرب يغني من روحه وقلبه، وتتجاوب مع حنجرته وأنفاسه، وأحياناً تعطي الحنان أكثر من المطرب ذاته”.
وتابع حسين قائلاً: “أتمنى أن يكون هناك اهتماماً بهذه الآلة كي لا تنقرض، فهي من تراثنا، وأتمنى أن تكون خالدة عبر التاريخ، حيث كانت وتبقى من موروثنا الشعبي، لذلك أطالب بافتتاح معاهد أو دورات للتعليم على هذه الآلة”.
يضيف وجود “بسام حسين” نكهة خاصة على سهرات أهالي مدينة معرة النعمان، خصوصاً إذا كان العود برفقته، لطالما أطرب الحاضرين، وحلّق بهم عالياً نحو عالم الحياة بعيداً عن الحرب وضجيج طائرات النظام.
ومع الاستقرار النسبي الذي تشهده محافظة إدلب وريفها، أعاد “بسام حسين” العود من خزانته، إيماناً منه بأن الحياة ستسمر رغم كل مآسيها في المدينة.