عقب سيطرة جيش النظام وحلفائه على الجنوب السوري وفرض التسويات مع فصائل المنطقة، وانتشارهم في غالبية القطع العسكرية والكتائب التي كانوا متمركزين ضمنها قبل اندلاع الثورة السورية في عام 2011، والتي تكبدت قوات النظام خلال عمليات سيطرة المعارضة على تلك المواقع خسائر بشرية كبيرة.
أكثر من ثلاث سنوات مرت على دخول المعارضة إلى مناطق واسعة من درعا، دفنت خلالها الفصائل أعداد كبيرة من عناصر قوات النظام، ضمن المواقع التي حررت من الأخيرة، لتبدأ اليوم قوات النظام بعد استعادتها لتلك المناطق البحث عن أماكن دفن قتلاها من ضباط وعناصر نافذين، لا يزال النظام مهتم في معرفة مصيرهم حتى بعد موتهم.
أهمية كبيرة أبداها ضباط النظام لمعرفة أماكن قبور بعض الضباط القتلى سابقاً على أيدي الفصائل، كما علم موقع SY24 من “أبو محمود” المقاتل السابق في صفوف الجيش الحر، بعد أن أجرى تسوية مع النظام مؤخراً، حيث قال إنه عرض عليه في البداية ضرورة مساعدة جيش النظام في العثور على مواقع القتلى ليتسنى للنظام التعرف عليهم وتشييعهم كل إلى أهله لا سيما أنهم لازالوا مسجلين ضمن قوائم المفقودين.
وأضاف أن “المسؤولين عن عمليات التسوية في المناطق التي باتت تحت سيطرة النظام قاموا بالاستفسار من بعض العناصر كل منهم على حدا وبشكل إفرادي”، مشيراً إلى أن “مبالغ مالية عرضت على بعضهم في سبيل الوصول لأي معلومة تفيد بالكشف عن مصيرهم وقبورهم”.
ويخشى “أبو محمود” أن “يكون الإفصاح عن مثل هذا المعلومات قد يوقع صاحبها بمأزق كبير، لا سيما وأن قوات النظام قد توجه له تهمة قتلهم ودفنهم تحت ذريعة معرفته لأماكنهم، وغالباً ما يكون كامل عناصر الفصيل مهددون بالاعتقال في حال كشف أي شخص عن تلك المعلومات”.
فروع أمنية عدة تابعة لجهاز الأمن السوري عملت خلال عمليات التسوية على تجنيد عناصر سابقة في صفوف الفصائل، لتحاول جعلهم أذرع أمنية لها في المناطق التي يقطنونها، وذلك لمعرفة أي معلومة تغيب عن تلك الأفرع الأمنية التي تحكم سوريا بذات الطريقة منذ عشرات السنين.