اعتبرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن حادثة إسقاط الطائرة الروسية ليل الاثنين الماضي في البحر المتوسط لدى شنّ الطيران الإسرائيلي غارات على النظام السوري تختصر حالة التعقيد البالغة في الحرب السورية، وتعكس صعوبة التمييز بين الصديق والعدوّ.
وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان “روسيا تحصد ما زرعته في سوريا”: إنه لا يوجد مثال أفضل على دور روسيا المُعقَّد في الحرب بسوريا من قيام صواريخ مضادّة للطائرات روسية الصنع تابعة لجيش النظام السوري بإسقاط طائرة روسية.
وأوضحت أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يريد تصوير نفسه على أنه المنتصر في سوريا مع اقتراب الحرب من نهايتها، حيث لم يكتفِ بتحقيق هدفه الأولي وهو إنقاذ “الديكتاتور السوري بشار الأسد”، ولكنه الآن يسعى لأن يُملِي شروطه.
واعتبرت “تلغراف” أن إسقاط الطائرة الروسية، الذي نجم عنه مقتل 15 شخصاً، مؤشر على صعوبة التمييز بين الأصدقاء والخصوم في الصراع السوري” ، مُشيرةً إلى رغبة الكرملين في الحفاظ على الوجود العسكري الذي احتفظت به طوال عقود في سوريا منذ الحرب الباردة.
وعلى النقيض من روسيا تقول الصحيفة: إن إيران لديها خطة أكثر طموحاً، وتعتقد أنها يجب أن تحصل -مقابل الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها في سوريا مع حليفها حزب الله- على حقّ بناء شبكة من القواعد العسكرية التي تُمكِّنها من تهديد إسرائيل، وذلك بخلاف روسيا التي لا تريد المواجهة مع تل أبيب، فيما يتمتع “بوتين” بعلاقة ودية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”.