كشفت صحيفة “الصنداي تايمز” عن أرشيف يحتوي على مليون وثيقة فيها إدانة لنظام الأسد، محفوظ في 265 صندوقا موجودة في مكان سري مراقب بكاميرات.
الأرشيف يثبت بحسب الصحيفة ” سيطرة الأسد المطلقة ١٠٠٪ على كل شيء يحدث في كواليس النظام، وهو مسؤول عن عمليات قتل أكثر من تنظيم الدولة – داعش، وفيه أدلة دامغة ضده”،
تقول معدة التقرير عن الوثائق التي جمعها وهربها سوريون من داخل سوريا، حيث غامر بعضهم بحياته، ولا يزال اثنان معتقلين في سجون النظام، وتم تصوير كل صفحة هربت من أجل بناء أرشيف رقمي، وتم وضع شيفرة التعرفة “الباركود” على كل ورقة وترقيمها وتخزينها في الصناديق، ويعود المشروع إلى بداية الثورة السورية عام 2011، ومولته الحكومة البريطانية.
وتقول لامب صاحبة التقرير، بأنه خلافا للتقارير التي تحدثت عن ماهر الأسد، الذي اعتبرته المسؤول الحقيقي عن إدارة شؤون البلاد، فإن الوثائق تكشف عن أن “الأسد ليس مجرد رمز، بل لديه سلطة فعلية وقانونية يقوم بممارستها”، ويقول المشرف على فريق التوثيق: “الجميع يتحدثون عن ماهر، لكننا لم نعثر على شيء بشأنه، وفي المقارنة لدينا الكثير عن الأسد، إنه مثل إدانة سلوفودان ميلوسيفيتش، الذي كان من الصعب السيطرة عليه”. وتنقل الصحيفة عن مشرف فريق التوثيق، قوله إن “الاهتمام تركز في الغرب على تنظيم الدولة؛ لأنه أعلن عن جرائمه وطرقه الجديدة في قتل ودفن وإحراق الناس أحياء، والطريقة التي أثار فيها الرعب في الغرب.. مع أن كل الجرائم التي ارتكبت في سوريا كانت في غالبها على يد نظام الأسد لا تنظيم الدولة”.
وبحسب التقرير، فإن الوثائق التي جمعها وايلي تكشف عن أن الأسد كان على حافة الانهيار، في عام 2013، حيث أنقذه الإيرانيون وحزب الله، وثانيا عام 2015 عندما تدخل الروس لإنقاذه. وتنوه الكاتبة إلى أنه بدلا من محاكمة الأسد، فإن المواد التي تم جمعها ستسخدم في أنحاء أوروبا كلها لمحاكمة مسؤولي النظام الصغار، وناشطي تنظيم الدولة، الذين فروا إلى أوروبا، مشيرة إلى أن وايلي تلقى خلال العام الماضي 60 طالبا في قضايا تتعلق بـ550 مشتبها به في محاكم قادمة.
وتذكر الصحيفة أن هناك وحدة دعم لدى المفوضية، تقوم بتحديد عدد من الجناة الخطيرين من قوات الأمن، الذين هربوا إلى أوروبا، ويقول وايلي: “سنرى عددا من الجناة يحاكمون في أوروبا، لكنهم من الصف الثالث- حكام المحافظات.. التناقض هنا أننا سنحاكم مسؤولين في صف الوسط في أوروبا، فيما يظل الكبار أحرارا في دمشق”.
وتختم التايمز تقريرها بالإشارة إلى أن وايلي يعترف بأن عمل فريقه لم يكن مضيعة للوقت، خاصة أن الروس سيكتشفون في النهاية أن الأسد يعد عائقا، وسيقايضونه بالتقارب مع الغرب، وتخفيف العقوبات الاقتصادية، ويقول: “لا أعرف إن احتجنا عامين أو خمسة أعوام، لكن ليس عشرة أعوام، والعدالة ستنال من الأسد”.