قال ضابط رفيع المستوى في الجمارك السورية إن عمل المخبر لدى الجمارك محاط بسرية عالية، لعدة أسباب، أهمها الحفاظ على المخبر نفسه والحيلولة دون تعرضه لأي خطر.
وأشار الضابط في لقاء مع صحيفة “الوطن” الموالية للنظام، إلى أنه لهذه الأسباب يتعامل المخبر مع شخص محدد في الجمارك، “وغالبا ما يكون رئيس المفرزة أو أمين الضابطة المعنية بحيز نشاط المخبر أو مجال عمله، ولا يجوز الكشف عن شخصية المخبر أو اسمه حتى في المراسلات الرسمية، أو في حال صرف التعويضات المالية المخصصة له، حيث تكون هذه المراسلات البريدية أو المالية ضمن بريد سري وظرف مختوم.”
وأكد مدير في الجمارك للصحيفة، أن عمل المخبر مهم جدا في العمل الجمركي لما يوفره من معلومات عن المهربات والممنوعات، وخاصة أن المخبر هو من نسيج المجتمع ولا يثير الشبهة، ويمكنه الحصول على المعلومات بانسيابية ومن دون إثارة الشكوك حوله.
من جهته قدر ضابط آخر في الضابطة الجمركية السورية أن عدد المخبرين لدى الجمارك لا يقل عن 10 آلاف مخبر، مبينا أن الرقم تقريبي، واعتمد في الوصول له بناء على خبرته الطويلة في العمل الجمركي. وأن هناك أشكالا مختلفة من المخبرين فمنها أن يكون الشخص مخبرا مرة واحدة.
وأضاف: “هناك شكلا آخر من المخبر وهو الذي يمتهن هذه الحرفة ويعمل بها بشكل ممنهج عبر امتلاكه لمصادر متنوعة من المعلومات ويتعامل مع الجمارك بشكل مستمر ومنتظم ويتقاضى تعويضاته المالية بسرية، وفي بعض الحالات يقوم رئيس المفرزة أو الجهة الجمركية المعينة بالتعامل مع المخبر بدفع جزء من التعويضات التي يستحقها المخبر عن قضية تهريب يمتلك معلومات عنها سلفا و”كاش” وربما تكون من “جيبه الخاص” سعيا منه للوصول لقضية التهريب وضبطها ثم يعود لحسم المبلغ المدفوع سلفا من تعويضات المخبر التي تصرف لاحقا”.
وحول حجم التعويضات التي تخصصها الجمارك للمخبر بين المدير أنه وفق قانون الجمارك يستحق مخبرو دوائر الجمارك نسبة من المبالغ المحصلة لا تتجاوز (1/12) تعادل تقريبا 8 بالمئة، من المبالغ المحصلة غرامات قبل اقتطاع حصة الخزينة وغيرها.