أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، أن الولايات المتحدة متمسكة بضرورة الحل السياسي على أساس مخرجات “جنيف” برعاية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن “إدلب تعد الملاذ الأخير للمدنيين الفارين من آلة القتل الأسدية”.
وقال “ناثان تك” المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية في تصريحات خاصة لـ “سوريا24”: “ثمة أكثر من 3 ملايين مدني سوري في إدلب، وسبق أن فر أكثر من نصفهم من منازلهم إلى أجزاء أخرى من البلاد، وتمثل إدلب الملاذ الأخير من وحشية نظام الأسد”.
وأضاف المتحدث الأمريكي في ردّ منه على سؤال حول تقييمهم للاتفاق الأخير بين تركيا وروسيا في “سوتشي” بخصوص منطقة إدلب: “لقد طالبنا مرارا وتكرارا بتخفيف حدة العنف في إدلب وليس تطبيق مجرد ترتيب مؤقت آخر، بل تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار يمهد الطريق لحل سياسي موثوق به لإنهاء الصراع السوري، من خلال عملية جنيف التي تقودها الأمم المتحدة”.
وفيما يتعلق بموقفهم من المساعي الروسية الرامية إلى اعادة تعويم نظام الأسد دولياً وطي صفحة إجرامه من خلال اختراعها لمنصة “أستانا” ومؤخراً “سوتشي” بمقابل تمسك الولايات المتحدة بمقررات “جنيف”، أوضح الدبلوماسي الأمريكي أن الولايات المتحدة تواصل الدفاع عن الجهود الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة من أجل انتقال سياسي بعيداً عن حكم عائلة الأسد، بما يتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، بينما تمتنع عن المشاركة في إعادة الإعمار في ظلّ الأسد والتطبيع الاقتصادي مع نظام الأسد، إلى أن يلتزم كليةً بعملية الانتقال السياسي التي تقودها الأمم المتحدة.
من جهة ثانية، شدد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية، على أن أولى الأولويات بالنسبة للولايات المتحدة في سوريا تكمن في هزيمة داعش وغيرها من الإرهابيين، وتخفيف حدة العنف، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عائق، وتهيئة الظروف لحلّ سياسي ذي مصداقية، إضافة إلى إخراج كل القوات تحت القيادة الإيرانية من الأراضي السورية.
كلام “تك” جاء ردًا على سؤال فيما يخص القرار الأمريكي بالبقاء في سوريا أو الرحيل منها وسط ضبابية في موقفها وبالتالي الأهداف الذي تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه لتقرر ساعتها الرحيل.
وأضاف “تك”: “لا تزال استراتيجيتنا لتحقيق تلك الأولويات قائمة دون تغيير، كما أوضح السفير جيم جيفري الوجود الأمريكي في سوريا قد يعني الوجود العسكري أو قد يعني ذلك الوجود الدبلوماسي”.
وحول موقف الولايات المتحدة من التصريحات الروسية الأخيرة عقب إسقاط طائرة “إيل 20” الروسية بأنه سيسلم النظام السوري منظومة “اس 300” ، وسط مخاوف من أن تتم سيطرة الإيرانيين على هذه المنظومة في الوقت الذي تمنع فيه أمريكا من تجذر إيران في سوريا، قال “ناثان تك”: إن الولايات المتحدة تحمّل إيران المسؤولية للحادث الذي أدى الى إسقاط الطائرة الروسية، فإيران تقوم بشحن الأسلحة إلى وكلائها عبر سوريا بشكل غير مقيد، وهذا يمثل تهديدا لاستقرار سوريا والمنطقة ككل، وكما قال وزير الدفاع “ماتيس” فنحن نعتبر أي دعم عسكري لنظام الأسد غير مفيد للعملية السياسية التي لا بد أن تتم إذا أردنا أن نحل الأزمة السورية.