إلى أين وصلت قضية مختطفات السويداء؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

أحمد زكريا - SY24

تواجه قضية المخطوفين من محافظة السويداء المزيد من الصعوبات، مع استمرار تنظيم داعش تنفيذ الاعدامات بحق المختطفين لديه، في حين تتصاعد حالة من الغليان الشعبي في مدينة السويداء وماحولها، مطالبين بضرورة إطلاق سراح المعتقلين لدى داعش بشتى الوسائل.

واعتصم العشرات من أبناء السويداء وأهالي المختطفين لدى تنظيم داعش، منذ الأسبوع الماضي، أمام مبنى المحافظة مطالبين بتسريع الإفراج عن المخطوفين من نساء وأطفال من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، بحسب شبكة “السويداء 24”.

وأفاد المصدر ذاته، أن الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا سماحة الشيخ “حكمت الهجري” استلم ملف مختطفي السويداء لدى تنظيم داعش، وأضاف المصدر أن جميع الأنباء المتداولة عن التوصل لاتفاق نهائي مع تنظيم داعش للإفراج عن المختطفين عارية عن الصحة، موضحاً أن المفاوضات لا تزال قائمة، مؤكدًا أن اعتصامهم المفتوح أمام مبنى محافظة السويداء مستمر حتى إطلاق سراح المختطفين.

وشهدت مدينة السويداء أوائل الأسبوع الماضي، قطع عدد من الشباب الغاضبين الطرقات المؤدية إلى مبنى المحافظة والطريق المحوري قرب ساحة المشنقة، وذلك على خلفية إعدام تنظيم داعش للشابة “ثروت أبو عمار”، وهي من بين نحو 30 امرأة وطفلاً اختطفهم التنظيم في تموز الماضي بحسب “السويداء 24”.

وتعرضت مدينة السويداء في 25 تموز الماضي، لهجمات من “داعش” أدت إلى مقتل أكثر من 250 مدنياً وإصابة المئات بجراح، إضافة إلى اختطاف نحو 30 امرأة وطفلاً.

قضية المخطوفين قيد التفاوض:

وكانت لجنة التفاوض الخاصة بـ “المختطفين”، قبل أيام، أعلنت عن اعتذارها من الاستمرار بعملها في متابعة شؤون مختطفي المدينة، وقالت اللجنة في بيانٍ وجهته إلى مشايخ عقل الموحدين الدروز: إنها مستعدة للتعاون كأفراد مع أي جهة تعمل على تحقيق الهدف النبيل في إطلاق سراح المختطفين، مرجعة السبب إلى وجود عدد من الصعوبات تواجه عملهم.

وفيما يتعلق بآخر التطورات المتعلقة بقضية المختطفين من أهالي السويداء لدى تنظيم داعش، قال الصحفي “مالك أبو الخير” لسوريا 24 : إن قضية المختطفين ما زالت قيد التفاوض وقد استلم التفاوض مؤخراً احد مشايخ عقل الموحدين الدروز، مبينًا أن التفاوض يتم على إخراجهم بعد أن كان التفاوض في يد لجنة مشكوك بأمرها، وقد تعرضت مؤخرًا إلى كثير من الشكوك منها علاقتها بالنظام.

وأضاف “أبو الخير” أن التفاوض حتى اللحظة ووفق أشخاص باللجنة يعتبر ايجابي، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن الوثوق بإمكانية احراز أي نتائج ايجابية أو اطلاق سراحهم وقال: لا ثقة لدينا بإمكانية أن تكون داعش جادة في هذا التفاوض، وما يزيد عدم الثقة لدينا ظهور الكثير من الحقائق التي أكدت ان داعش التي هاجمت السويداء ليست سوى مجموعة من العصابات التي تتبع للنظام، وتنفذ أجندات خاصة به عبر ادعائها أنها تتبع لداعش، وقد كان ذلك واضحاً في فيديوهات الإعدام بحق المختطفين وتحديداً فيديو إدام الشهيدة “ثروت” مؤخراً.

مطالب داعش: مليون دولار عن كل مختطف

وأعلنت مجموعة قوات شيخ الكرامة، الأحد، تضامنها الكامل والمطلق مع ذوي المختطفين لدى تنظيم داعش الإرهابي من أبناء قرية “الشبكي” بريف السويداء الشرقي في أي قرار يتخذونه، وأكدت المجموعة، في بيان نشرته على صفحتها في فيسبوك، أن التخاذل الذي لمسته ولمسه المدنيون جميعًا من قبل بعض الزعامات الدينية والتقليدية وصمة عار ستلازمهم وتلازم أحفادهم من بعدهم طوال التاريخ، مشيرة إلى أن هؤلاء الزعماء مطالبون بتوضيح الأمور والوقوف وقفة حق مع أهلهم وأبنائهم.

ونوه البيان إلى أن تخاذل (الدولة) أمر متوقع، لاسيما أنها كانت المسبب الأبرز لما حصل في المحافظة من خلال نقل إرهابيي داعش مع أسلحتهم بالشاحنات قبل أسابيع، محملاً إياها كامل المسؤولية في قضية الإفراج الفوري عن المختطفين.

وقال “أبو الخير”: إن أهالي المختطفين حاليًا مطلبهم الوحيد هو إخراج المختطفات، ووقوف قوات الكرامة إلى جانبهم هو بمثابة إعلان حماية لعدم التعرض لهم من قبل أي جهة تتبع للنظام أو أن يتم ممارسة أي ضغوط عليهم، حيث يسعى النظام إلى ممارسة ضغوط على أهالي المختطفين لكونه متورط بعميلة الهجوم على داعش ومتورط بقضية المختطفين.

وتابع: إن النظام هو وحده من يتحمل هذه المسؤولية، فهو من سهل هجوم داعش على السويداء وهو من قام بنقل الدواعش من مخيم اليرموك إلى بادية السويداء، وهو من قدم كل التسهيلات لهم بالحصول على السلاح، وهو من قام بنقلهم من “حوض اليرموك” في القنيطرة إلى “حوش حماد” في “اللجاة” بالقرب الى السويداء، حيث يتم الآن تجميعهم من جديد.

وفي ردّ منه على سؤال حول مطالب داعش مقابل إطلاق سراح المختطفين لديه، أجاب “أبو الخير”: إن طلبات داعش ثلاث: أسرى لديه عند النظام، وأسرى لديه عند قوات سورية الديمقراطية، ومليون دولار عن كل مخطوف.

الهدف استدراج شباب السويداء إلى البادية لإبادتهم:

وعن رأيه حول قضية المختطفين قال الكاتب والباحث الدكتور “فايز القنطار” وابن محافظة السويداء لسوريا 24: إنه ومنذ العدوان الداعشي بنسخته الأسدية، على السويداء في 25 تموز من هذا العام، تعيش المحافظة حالة من التوتر والقلق والترقب، مشيرًا إلى أن الهدف من عملية اختطاف النساء والأطفال بعد مداهمتهم وهم نيام، هو استدراج شبان السويداء، خصوصًا رجال الكرامة، إلى البادية حيث المفخخات والالغام والأسلحة الفتاكة، وابادتهم، لأنهم شكلوا كابوسًا للنظام الأسدي وحلفائه (الروس والإيرانيين)، لافتًا إلى أن المحاولات ما تزال جارية لابتزاز “السويداء” عبر قضية المختطفين.

وحمّل “القنطار” مسؤولية ما يجري لنظام الأسد، وقال: إن مسؤولية إعادة المخطوفين إلى أهلهم تقع على عاتق النظام، كونه هو الذي أرسل الدواعش من جنوب دمشق بسلاحهم لدعم دواعشه المحليين في بادية السويداء، وهو الذي سحب كل قواته الفاصلة بينهم وبين المدنيين الذين جردهم من السلاح في قرى السويداء، وهو الذي لم يبعث أية قوة الا بعد أن تمكن شباب السويداء من دحر الدواعش، علما بأن قاعدة “خلخلة” الجوية لا تبعد سوى عدة كيلومترات عن منطقة المعركة.

وطالب “القنطار” في معرض حديثه، النظام والروس تحمل مسؤولياتهم في إعادة المختطفين، والتوقف عن الابتزاز والتلاعب بمشاعر الناس.

عملية ابتزاز مزدوجة من النظام وروسيا

من جهته، قال الكاتب والناشط السياسي “جبر الشوفي” لسوريا 24: أن مسألة المختطفين والمختطفات في السويداء تخضع لعملية ابتزاز مزدوجة ومتقابلة، فالروس والنظام من خلفهم يريدون إخضاع كامل مجتمع السويداء من أجل تسليم آلاف الشباب الممتنعين عن الخدمة للنظام، ولإنهاء ظاهرة رجال الكرامة المسلحة التي تحمي حتى الآن منعة الشباب من النظام، ومن مراهنات مشيخة العقل والواجهات الشبيهة وخطوطها المفتوحة مع النظام والروس، وتفشل محاولات الاستجابة لمطالب النظام ووعدهم له تحت عنوان حل هذه القضية الإنسانية.

وتابع: بينما تعمل داعش على ابتزاز النظام للإفراج عن معتقليها وإظهار أنها قادرة وتجدد قوتها وحضورها في عدة مجالات، كما يبتزون أهل المحافظة عبر الرهائن وضمن عملية التكفير.

وأشار، إلى أن الروس حتى الأن ما يزالوا يراوغون في حين يلوذ النظام بالصمت بحجة وجود وكيله الروسي، لذا لا يوجد استجابة حقيقة لمطالب المجتمع الجبلي ولا للاعتصام المفتوح من أهالي المخطوفين ومناصريهم.

ويرى “الشوفي” أن العملية دخلت في استعصاء محكم، في ظل عدم قدرة رجال الكرامة بأسلحتهم الضعيفة على شن هجوم على داعش، كما أن بعض الواجهات الدينية والاجتماعية، تحاول الاستثمار في الحالة القائمة لتثبيت مواقعها اجتماعيًا ومع النظام وحُماته.

وأعرب “الشوفي” عن اعتقاده بأن المسألة ستطول وستدخل عناصر إضافية عليها ولا سيما إمكانية قتل كل المعتقلين، مطالبًا مجتمع السويداء وهو في اكثريته أدرك أبعاد اللعبة الخبيثة، أن ينتفض بقوة وبشكل أشمل وأكثر منهجية في التظاهر والاعتصام السلميين للضغط على الروس والنظام، معربًا عن اعتقاده أيضًا أنه سيجد عند أكثرية السوريين المساندة والتآزر كالذي شهدناه في إدلب وجوارها دعما لهذه المسألة.

*النظام يسعى لتأديب السويداء:

بدوره، قال الناشط السياسي “فاضل نوفل” لسوريا 24: إن النظام إذا ما أراد الدخول بشكل فعلي لحل مشكلة المختطفات، فهو يعلم ويعرف مسبقًا مع من يجب أن يتفاوض، لكن للأسف يبدو أن النظام جاد في استكمال عملية تأديب محافظة السويداء، وخاصة بعد رفض كل الاقتراحات لعودة عشرات الآلاف من أبناء المحافظة الى جيش النظام، وزجهم في معارك ضد باقي أفراد الشعب السوري في باقي المحافظات السورية، وللحد من ظاهرة توسع وازدياد ظاهرة مشايخ الكرامة، كفصيل مسلح قادر على الوقوف بوجه الممارسات القذرة لأجهزة النظام داخل المحافظة.

وأضاف، إلى الآن لم نرى أي موقف واضح من قبل النظام في مسألة التفاوض لإطلاق سراح المختطفات، مع العلم بأن كل مطالب داعش مطلوبة من النظام وليس من أهل السويداء، فلا نساء داعش أسيرات عند أهل السويداء، ولا وقف العملية العسكرية مسؤولٌ عنها أهل السويداء، بل إن نساء داعش المعتقلات موجودات في سجون الأسد، والنظام وحده مسؤول عن وقف العملية العسكرية أو استمرارها.

مقالات ذات صلة