عرضت محطة “بي بي سي 2” سلسلة وثائقية عن عائلة الأسد التي تحكم سوريا منذ أكثر من أربعين عاما تقريبا.
وتتبعت الحلقات الثلاث صعود حافظ الأسد، ثم ترشيحه لابنه باسل الذي قتل بحادث سيارة، وصراعه مع شقيقه رفعت الأسد، ثم ظهور بشار الأسد الذي جاء خيار والده الأخير في لعبة السلطة، حيث إنه لم يكن من المرشحين نظرا لشخصيته واهتمامته.
وطرحت الحلقات الثلاث سؤالا عن الطريقة التي تحوّل فيها شاب هادئ وطبيب عيون إلى قاتل.
وجاء عنوان الفيلم “عائلة خطيرة: آل الأسد”. وفي الحلقة الأخيرة من الفيلم تكوّنت فكرة أوضح عن الطريقة التي تحوّل فيها بشار إلى قاتل، ولماذا انتهى الطبيب الذي درس في مستشفى العيون البريطاني “ويسترن آي هوسبتال” في مارلبون بلندن وزوجته أسماء الأسد العصرية مختبئين في قصرهما خائفين من تنظيم الدولة في العراق وسوريا؟
وتقول صحيفة “إندبندنت” في التقرير الذي ترجمته “عربي21″، معلقة على الحلقات إن هناك طريقة لطرح سؤال: لماذا رد بشار الأسد بهذه الطريقة على انتفاضة الربيع العربي وعلى تظاهرات سلمية صغيرة تطالب بالإصلاح والتخلص من الفساد وإساءة استخدام السلطة؟
وبحسب وزير سابق شارك في الفيلم ويعيش الآن في المنفى؛ فإن الأسد كانت لديه فرصة لأن يخرج عام 2011، ويقود الشباب في بلاده ويقف مع شعبه ضد البيروقراطية العتيقة والدولة البوليسية التي ورثها عن والده. ولو فعل لـ”كانوا سيحملونه على الأكتاف”.
لكن بدلا من ذلك فقد ألقى بشار خطابا في البرلمان كان بمثابة إعلان حرب. وتحدث فيه عن أن مواجهة التمرد هي واجب وطني وأخلاقي وديني. وبذلك أدار ظهره للمتظاهرين، قبل أن تتحول مدن بأكملها إلى رماد. ومع دخوله الحرب واستخدامه الهاون والسارين والبراميل المتفجرة، بجانب التعذيب وقتل المعارضين؛ فقد قدم الدبلوماسيون والعملاء الأمنيون بمن فيهم مدير المخابرات البريطانية شهادات حول ما فعل وما كان يفعل.
وقام عملاؤه بملاحقة الصحافية الأمريكية ماري غولفن التي كانت مراسلة لصحيفة “صندي تايمز”، والتنصت على هاتفها، وهي التي قتلت في بداية الثورة وهي تغطي الأحداث.
وتتساءل الصحيفة -بالرجوع للفيلم- عن تصرف بشار قائلة إنه لم يعرف أي طريقة أخرى، فالعائلة من الأب حافظ إلى الأم كانا من زرع العنف في داخله. وانضم شقيقه ماهر للعنف الذي خرج إلى الميدان وأطلق النار على المتظاهرين. وساعد صهره آصف شوكت في تركيع مدن كاملة، حتى بدأ يطلق تصريحات متشككة في طريقة معالجة الأزمة.. وقتل إثرها.
وانتهت الحرب الأهلية بالسماح بصعود تنظيم الدولة، وكان ذلك نتاجا لمقتل طفل (حمزة الخطيب) عمره 13 عاما تحت التعذيب، حيث سلمت جثته التي ترك السفاحون عليها آثار سجائرهم لعائلته.
وكانت هذه هي الحادثة التي أشعلت كل شيء، وكان الفاعل قريبا من الأسد، فالشر هو جزء من الحمض النووي للعائلة.