استغلت برلين أحد المطارات الخارجة عن الخدمة لإيواء أكثر من مليون لاجئ كانوا تدفقوا عام 2015 أغلبهم سوريون، حينما كانت ألمانيا تفتح أبوابها أمام المتدفقين إليها هرباً من الحرب السورية.
أدى ذلك لإنشاء قرية متخصصة لغرض الإيواء، وباتت موقعاً لتصوير أحد الأفلام الذي يعرض للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي الدولي.
وبناء على أوامر ألبرت شبير المهندس المعماري لأدولف هتلر، شيّد عمال بالسخرة مطار تمبلهوف الذي يعد مرآة تعكس تاريخ المدينة التي كانت منفذا للإمدادات ألمانيا الغربية خلال الحصار السوفياتي في 1948، في حين أغلق المطار عام 2008 وتحوّلت مدارجه إلى حديقة بمساحة منتزه “سنترال بارك”.
وفي 2015 تحولت حظائر المطار، وهي موقع تصوير الفيلم الوثائقي “سنترال إيربورت تمبلهوف”، إلى مأوى لأكثر من ألفي لاجئ من أصل مليون ممن وصلوا إلى ألمانيا هرباً من الاضطهاد الحاصل في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويوثق الفيلم، وهو من إخراج البرازيلي كريم آينوز، حياة سكان المطار الجدد، ويقارنهم بسكان برلين وهم يمرحون في متنزه واسع مجاور ليبرز التناقض في وضع اللاجئين.
وقال آينوز: “هناك تناقض ظننت أن من المهم حقا توثيقه”.
وخصص المهرجان دورته للاجئين والهجرة في 2016 تزامنا مع ذروة أزمة الهجرة إلى أوروبا، أما هذا العام فسيعرض المهرجان في دورته السادسة والثمانين جانبا آخر من رحلة اللاجئين.
وقال مدير المهرجان ديتير كوشليك “الأمر أكبر بكثير عندما تنظر الآن إلى ما يفعله اللاجئون بعد وصولهم إلى أوروبا، متسائلاً: “ما هو مستقبلهم”؟
وينعقد مهرجان برلين السينمائي من 15 حتى 25 فبراير/شباط الجاري، ويعرض خلاله نحو 400 فيلم.