وزّعت مديرية أمن بورصة على السوريين المقيمين في الولاية، بروشورات ويافطات تعرّف بعادات وتقاليد الأتراك، وذلك بهدف تسهيل اندماج اللاجئين السوريين في سكّان الولاية المحليين.
وبحسب ما نقلته صحيفة “ملييت”، فقد بدأت مديرية الأمن بمشروعها الهادف إلى تسهيل اندماج السوريين في الأتراك، بالتعاون مع قادات الرأي السوريين في الولاية، وبعض مخاتير الأحياء التي يقطن فيها السوريون بأعداد كبيرة.
ويعرّف المشروع الذي أطلقته مديرية الأمن بالعادات والتقاليد الخاصة بالعائلة والمجتمع التركيين، وطريقة تفكيرهما وعيشهما، إذ تتضمن البروشورات التي طُبعت على عبارات مكتوبة باللغتين العربية والتركية.
مدير أمن الولاية (عثمان أك) تطرّق إلى الموضوع، عقب تأديته صلاة الجمعة أوّل أمس في أحد مساجد حي عثمان غازي والذي تقطنه أعداد كبيرة من العائلات السورية، حيث اجتمع إلى السوريين القاطنين في الحي متحدثا إليهم عن المشروع وعن سبل الاندماج في المجتمع التركي، وبالتالي التخفيف من نسبة التوترات والمشاكل التي من الممكن أن تحصل بين الطرفين.
ووفقا لـ “ملييت” فقد عمل مدير الأمن (أك) بنفسه على التعريف ببعض ما تشتمل عليه اليافطات والبروشورات، موزّعا إياها على السكان، ومعلّقا بعضها الآخر على جدران المحال التجارية الخاصة بالسوريين.
وقال مدير أمن الولاية في تصريح أدلى به للصحفيين: “أعداد السوريين المسجلين رسميا في بورصا 150ألف، ولكن بحسب إحصائياتنا نحن فقد يصل هذا العدد إلى حوالي 200 ألف، وتحدث في بعض الأحيان مشاكل فردية بين السوريين والأتراك، وتحاول بعض الجهات أن تترصد هذه الحوادث، وبالتالي تضخيمها، ولذلك من الضروري الحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث أو تكرارها”.
ولفت إلى ضرورة تعريف السوريين -في إطار العيش المشترك معهم- بعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه، مضيفا “كمديرية أمن بورصة نعمل بدعم الوالي على هذا المشروع بشكل جدّي منذ شهر، خطباء مساجد مختلفة من الولاية سيعملون على الحديث في هذا الشأن أيضا، وعناصر من الشرطة تولّوا بأنفسهم توزيع هذه البروشورات المكتوبة باللغة العربية، وأسأل الله أن يجلب هذا العمل الخير للولاية ولتركيا بأكملها”.
تجدر الإشارة إلى أنّ ولاية بورصة شهدت في الآونة الأخيرة حوادث توتر بين السكان المحليين واللاجئين السوريين، ما أدّى إلى خروج العشرات من الأتراك في شهر أيلول من العام الجاري بمظاهرات رافضة لتواجد السوريين في الولاية.
وطالبت الشرطة التركية المواطنين آنذاك بالتحلي بروح الإخاء والهدوء، داعية إياهم إلى العودة إلى منازلهم، الأمر الذي دفع ببعض المواطنين إلى الاعتراض، وبالتالي نشوب حالة من التوتر بين المواطنين وعناصر الأمن.