المشاريع الصغيرة في ريف إدلب..خيار السوريين للنهوض والبقاء

Facebook
WhatsApp
Telegram

هاديا منصور - SY24

انتشرت الورشات والمشاريع الصغيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، لا سيما في إدلب وريفها، فكانت رغم بساطتها مصدر دخل للكثير من الأسر وساهمت بتأمين فرص عمل للعديد من الأشخاص.

وقالت “عائشة البيوش” إحدى المستفيدات من مشروع دعم المرأة الريفية بأنشطة الإنتاج الغذائي والتي تبنته منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية”، إن “المشروع عبارة عن مكان يجمع عدد من الأرامل أمثالي، فنقوم بصناعة المؤن والألبان والأجبان، ويشرف على تعليمنا مهندسة غذائيات ومشرفون آخرون، حيث تمكنا من إتقان المهنة بفترة قصيرة”.

وأضافت أن “المشروع أمن لها ولغيرها دخل مناسب من خلال الراتب الشهري الذي يحصلن عليه لقاء عملهن”.

وعن المشروع تحدث مهندسة الغذائيات “بنان السيد علي”، قائلةً: إن “المشروع يصب بالدرجة الأولى في مصلحة المرأة المعيلة، وهو مشروع تنموي ويهدف للاستمرارية والاستدامة بجهود العاملات فيه”، موضحةً: أن “المنظمة تبنت المشروع مدة سبعة أشهر ثم رفعت يدها عنه لإتاحة الفرصة للنساء العاملات فيه بإدارة المشروع بكل مقوماته بشكل ذاتي وبتمويل ذاتي على طريق تحقيق أكبر قدر ممكن من الإستمرار للمشروع”.

وأكدت السيد “علي”، أن “المشروع يهدف لدعم وتمكين النساء الأكثر احتياجاً من خلال أنشطة دعم التصنيع الغذائي لمنتجات الألبان والأجبان وصناعة المنتجات الغذائية من الخضار، وخص المشروع المعيلات من مدينة كفرنبل بالتعاون والتنسيق مع المجلس المحلي في المدينة”.

وسبق أن قامت المنظمة المذكورة بتقديم جميع الأدوات والتجهيزات اللازمة للتصنيع بالإضافة إلى تقديم دعم بالمواد الخام اللازمة لعملية التصنيع، ورفع كفاءة النساء العاملات في المركز من خلال تقديم التدريبات التقنية اللازمة من أجل ضمان تحقيق دخل جيد للأسرة.

من جهتها تعمل الأربعينية “سعاد العبيدو” في إحدى مكابس التين المجفف التي انتشرت بريف إدلب، بدعم ذاتي من قبل أشخاص محليين، وحول عملها، قالت إنه “رغم قساوة البرد وصعوبة العمل فأنا أحمد الله أنني وجدت عملاً في هذه الظروف، فأنا أتقاضى أجرة لا بأس بها وهي تعينني على الإنفاق على أولادي الأربعة الأيتام دون أن أحتاج مساعدة أحدا من الناس”، مضيفةً: أن “العمل هو عبارة عن عملية فرز أنواع التين المجفف، الأبيض والأسود، الصغير الكبير، ليتم بعد ذلك كبس التين في قوالب صغيرة وتغليفها بشكل جيد استعدادا لعملية التصدير”.

أما بالنسبة لـ “سناء العمر” فهي تعمل في إحدى مشاغل الخياطة التي ظهرت مؤخراً لسد النقص الناجم عن توقف معامل ومصانع الألبسة الجاهزة في مناطق إدلب وحلب، حيث قالت “العمر”، “عملي في المشغل أنقذني من وضع صعب، فزوجي الذي غدا معاقا بسبب إحدى غارات الطائرات الحربية لم يعد قادرا على العمل وهو مادفعني للبحث عن مصدر للرزق”، وتابعت حديثها: “عملي بالمشغل ساعدني على تحمل بعضا من أعباء المنزل ومتطلباته وسط الفقر والغلاء”.

سناء سعيدة بعملها ولا تعرف أحيانا كيف يمر الوقت، وتعمل مع نحو 20 عاملة بذات المشغل، وتتقاضى كل واحدة منهن مبلغ 1000 ليرة سورية كحد أدنى.

واختتمت “العمر” حديثها، قائلة: “رغم الحرب والقصف والدمار لا يزال في سوريا استثمارات ومشاريع وفرص عمل، والأمل بالحياة يتجدد في كل لحظة”.

وتعتبر المشاريع الصغيرة والمتوسطة من مقومات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال مساهمتها في تكوين القيمة المضافة في العديد من القطاعات، إضافة لدورها التنموي الفعال وتكاملها مع المشروعات الكبيرة.

مقالات ذات صلة