أطلق ناشطون حملة “عيش الطفولة” بدعم من “معهد صحافة الحرب والسلم”، وذلك في مخيمات ريف إدلب الغربي، حيث تمكنوا خلالها من إعادة 200 طفل إلى مدارسهم بعد أن تركوها نتيجة الحرب والفقر المنتشر في البلاد.
وجاءت الحملة بهدف تشجيع الطلاب المتسربين من المدارس، على العودة إليها مجدداً ومتابعة تعليمهم، وذلك من خلال إنشاء غرف للأنشطة والألعاب في المخيمات بالقرب من المدارس المتواجدة فيها، تزامناً مع جلسات حوارية وندوات للأهالي تشرح لهم مخاطر ترك الدراسة وخطورة الجهل وضرورة التعليم وتوجه الأطفال لدراستهم لاسيما في الأعمار الصغيرة.
وكان مشروع “عيش الطفولة” قد انطلق منتصف عام 2018 واستمر بعمله مدة أربعة أشهر من خلال تجهيز الغرف ونشر التوعية بين الأطفال والأهالي، وما زالت غرف الأنشطة التي جهزتها الحملة تعمل حتى الوقت الحالي، و يتوافد الأطفال إليها لقضاء وقت مميز، بالإضافة إلى الدراسة.
وقال مدير الحملة “أحمد حاج بكري”، لـ SY24، إن “هدفنا الأساسي هو الحد من نسبة التسرب ومساعدة الأطفال الذين يعانون بشكل كبير، لا سيما في مخيمات النازحين، حيث تم تجهيز خمس غرف للأنشطة بألعاب وأنشطة ذكاء وألوان ودفاتر وأشغال يدوية، وتم تزيينها والرسم على الجدران بطريقة تجذب الأطفال بهدف تغيير الصورة النمطية المترسخة لديهم عن المدرسة وتحويلها على أنها تدخل البهجة والفرح ومصدر للسعادة”.
وأوضح “حاج بكري”، أنه “تم إنشاء غرف في كل من مخيم خرماش في قرية الحنبوشية ومخيم الجبل ومخيم مزين، إضافة إلى مخيمين في قرية خربة الجوز، وتضم تلك المناطق مئات الأسر النازحة، أبرزهم من ريف اللاذقية الشمالي”.
أما عن المشاكل والصعوبات التي واجهتهم في العمل، أكد “حاج بكري”، أن ” الصعوبات أبرزها عقلية الأهالي ونسبة التسرب الكبيرة جداً، وانشغال الأطفال بالعمل وتحولهم لمعيلين لأسرهم أغلبهم يعمل بالتهريب وقطع الحطب والمحلات القريبة من منازلهم، وهذا بالنسبة للذكور أما الإناث فيعانون من مشكلة الزواج المبكر”.
كما تضمنت الحملة نشاطات لنشر التوعية بين الأهالي من خلال إقامة جلسات حوارية معهم خلال فترة عملها، ودارت أحاديث متنوعة وطرحت ونوقشت مختلف الأمور المتسببة في تسرب الأطفال والتي تحول دون متابعة تعليمهم وتم بحث وطرح حلول من الممكن أن تكون مناسبة لتفادي هذه الظاهرة.
“وسيم شامدين” مسؤول الجلسات الحوارية في “عيش الطفولة”، قال: إن “الجلسات شملت كافة الأهالي في المخيمات التي استهدفتها الحملة، وكانت إيجابية من خلال ما تم عرضه من أفكار، فضلاً عن أنها الأولى من نوعها في المنطقة، وكان لها دور في حث الأهالي على ضرورة تشجيع أطفالهم لتوجه نحو الدراسة، وضرورة الحد من عمالة الأطفال، وحمل هذا العبء عنهم”.
ونظراً للنجاح الكبير الذي حققته الحملة في المنطقة، سوف يتم تجديد عملها من خلال إقامة عدد من غرف الأنشطة في مخيمات النازحين من الغوطة وحمص في ريف حلب، مع بداية العام الجديد.