تخرج الشاب السوري “محمود قطيفان” من مواليد 1990 في مدينة درعا، من جامعة دمشق “قسم اللغة العربية” لكن ملاحقته من قبل الأفرع الأمنية للنظام كانت عائقاً أمام متابعته للدراسات العليا، الأمر الذي دفعه للالتحاق بالجانب التعليمي في الثورة، وكان من مؤسسي الهيئة التعليمية في درعا.
وقال خلال لقائه مع مراسل SY24، إنه “لم يكتفي بالمشاركة الجماعية في الثورة، بل رغب بتقديم شيء بنفسه، وبعد أن عاش الثورة منذ بدايتها ووثق أحداثها وكان شاهداً على ما قام به النظام من مجازر وانتهاكات بحق أهالي سوريا، قرر أن يكتب كل هذا ضمن كتاب من تأليفه أطلق عليه اسم (الثورة اليتيمة والدموع الأليمة)، حيث كان كتابه أول كتاب يصدر من محافظة درعا ويتحدث عن الثورة السورية”.
وأضاف، أن “فكرة كتابي جاءت من أهميته التوثيقية والتاريخية، أكثر من أي شيء آخر في الحروب، كان هناك أدباء ومفكرون وشعراء تكلموا عن واقعهم حتى نقلوه إلينا، أيضاً نحن هدفنا من ذلك لتبقى معاناتنا خالدة للأجيال من بعدنا”.
يتحدث الكتاب في قسمه الأول عن موضوعات متفرقة تكلم فيها عن وضع البلاد في السنوات قبل الثورة منها “مملكة الخوف” و”جمهورية الصمت”، ومنها “القوة ذات الحدين”، أما في قسمه الثاني فكان عن أحداث الثورة وما تعرض له المتظاهرين السلميين من بطش وقتل وحصار المدن والبلدات، كما تحدث عن فزعة المدن لبعضها كـ “نجدة الأخ لأخيه”.
وبحسب الشاب “محمود”، فإن “تسميته للكتاب بالثورة اليتيمة والدموع الأليمة جاءت من حال ثورتنا التي تشابه حال اليتيم، الكثير من الناس من يعطف عليه، لكن القليلون هم من يساعدونه”.
وأكد أن “أهمية الكتاب تكمن في توثيق الأحداث من مطلع 2011 وحتى نهاية 2013، فبعد طول المدة قمت بصياغة ما أكتب بأسلوب أدبي خبري حتى تمكنت من إنهائه، واخترت الداخل السوري لأنني أنا بالداخل و موضوعاتي في الداخل، لكن لو كنت في الخارج لكان العمل أسهل، من ناحية الكتابة، والتواصل، والنشر”.
وأوضح “محمود قطيفان”، أنه “سعى لنشر الكتاب، لكن حاله كان كحال الثورة أيضاً كان يتيماً، الكثير من دور النشر أبدت اعتذارها لأسباب أمنية، بالنهاية نُشر الكتاب نشرة خجولة في عدد من عواصم الدول العربية، لكن إلى الآن لم ينشر الكتاب كـ أي كتاب آخر”.
واختتم حديثه مع موقع سوريا24، قائلاً: “أنا في طور تأليف الجزء الثاني من كتابي، لكن في الحقيقة هناك الكثير من الصعوبات التي تواجهني منها اليأس الذي واجهته أثناء نشر الجزء الأول، والتقسيمات التي باتت في الآونة الأخيرة في سوريا، وغياب الأخبار عن الكثير من المناطق، لكن سأسعى إلى توثيق الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين من قبل العدوان الروسي الذي جاء بعد أن انتهيت من جزئي الأول، وسأركز أيضاً على التهجير الديمغرافي الذي يُمارس على السوريين من قبل الدولة الطائفية إيران، وأعدكم بأنني سأبقي أكتب حتى ينال شعبنا السوري حريته التي خرج من أجلها”.