تبدو فتاة طبيعية من حيث البنية الجسدية والعقل ولكن مالا يعرفه المجتمع عن هذه الفتاة هو أنها تأكل الصابون بشكل غريب، كافة أنواع الصابون وخاصة صابون الغار.
هدى فتاة تبلغ من العمر 15 عاما تنحدر من ريف إدلب الجنوبي، حال أمها كحالة أي أم تخاف على مستقبل ابنتها.
تقول أم هدى إنها لاحظت على ابنتها أنها تميل لأكل الصابون ولعق قطعة الصابون.
حاولت الأم بحسب قولها إبعاد الصابون عن متناول طفلتها برفع الصابون على رف عالٍ مثلا أو الاستعاضة بالصابون السائل للمغاسل.
وتضيف الأم: “ظننت أنه أمر طبيعي فبعض الأطفال يأكلون التراب أو الحصى أو “ملح الليمون” في صغرهم، لكن كنت ألاحظ على ابنتي أنها كلما كبرت زاد تعلقها بهذه المادة وأصبحت تأكلها بشكل سري.. كأن تدخل حمام بيت جدها خلسة لتأكل فأدخل وراءها لأرى آثار أسنانها على قطعة الصابون الموجودة هناك، ومؤخراً بات لوح الصابون يختفي نهائيا” وفقاً لها.
وبكلمات خجولة تعقيبا على هذا الموضوع تقول هدى: “أتمنى أن اقلع عن هذه العادة، لكن الأمر ليس بيدي، فجأة أحس برغبة شديدة لأكل الصابون، وأشتم رائحته على بعد مسافة، وأشعر بضيق شديد حتى آكل ولو شيئا صغيرا من قطعة الصابون”.
تخشى هدى من أن تعرف صديقاتها ورفيقاتها بالأمر فتكون محط للسخرية والضحك والتعليقات، وهو ما دفعها أن ترفض الكشف عن اسمها الحقيقي أو صورتها، أما خوف أمها فهو من نوع آخر.
الجدير بالذكر أن مخاوف الأم تلك منعتها من اللجوء للطب لعلاج ابنتها، بل إنها لجأت الى الرقى الشرعية وبشكل سري ولكنها لم تستفد شيئا فولع هدى بالصابون يتزايد، وهي الآن تشتري الصابون بشكل سري وتخفيه بين أغراضها الخاصة.
كان للطب رأيه الخاص في هذا الأمر، يقول الدكتور الجراح عطا العرنوس وهو طبيب جراح في مشفى إدلب الوطني عند سؤالنا عن حالة هدى متحدثاً لـ SY24: “نادرا ما تمر علينا هكذا حالات، وهناك حالات مماثلة كأكل النساء للبيلون والتراب أثناء بداية الحمل “الوحام”، حيث يتطلب الجسم مادة معينة تنقصه فتشتهي النفس عليها”.
خوف الأهالي من موضوع الغرابة هو ما يدفعهم للتكتم على حالات أبنائهم وربما جهلهم ان هذه الحالات هي حالات مرضية يمكن علاجها وإن وصلت لحد الإدمان.
يضيف الدكتور عطا: “الصابون هو مادة قلوية وهي مادة خطيرة ومضرة بشكل كبير للجسم.. وغالبا ما تؤدي مع طول الأمد واستمرارية الحالة لقصور كلوي حاد وحتى الإصابة بحدوث سرطان المعدة والمريء والكولون”.
ينصح الدكتور عطا أهل هدى بمراجعة المختصين والبدء من الطب النفسي والتوعية الصحية لمعرفة المريضة بنتيجة ما يترتب عليها من أكل الصابون مع الأيام القادمة، كما ينصح بعدم التأخير على حالة هدى بغية إنقاذها وتجنيبها القصور الكلوي والسرطانات.