لا تزال دميتها تجلس وحيدة في رف خزانتها صامتة لا تتكلم..أحلام من ريف إدلب الجنوبي لم تكمل عامها السابع عشر بعد، متزوجة منذ قرابة السنتين وحامل في شهرها الثامن.
عانت أحلام من مشاكل صحية بسبب حملها في سن مبكر وهي بالأساس تعاني من مشاكل أخرى منها الربو وضيق التنفس في شهرها الثامن وفي كانون الأول من هذا العام جاءتها نوبات ربو حادة بسبب التدفئة ورائحة الدخان والحطب.
كما أنها كانت تعاني من “التهاب الحويضة” وضغط الجنين الذي -كان يكبر- على كليتيها بسبب بنية جسمها التي لم تكتمل ولم تكن مهيئة لهذا الحمل المبكر.
تفاقمت حال أحلام وازدادت سوءاً فتم نقلها في حالة إسعافية لأحد المشافي في مدينة كفرنبل حيث تم إخراج الجنين بغية إنقاذ حياتها.
مات الطفل، ودخلت الأم في غيبوبة جعلت الأطباء تحولها فوراً إلى مشافي تركيا بسبب عدم قدرة وكفاءة المشافي في الداخل السوري.
لم تتحسن حالة أحلام، بقيت في الغيبوبة أسبوعاً كاملاً وبعد الأسبوع ماتت أحلام.
حالة أحلام هذه ليست الحالة الوحيدة في موضوع زواج القاصرات في الداخل السوري بشكل عام، حيث تزايدت هذه الظاهرة بشكل كبير وملحوظ ولأسباب عديدة ومتنوعة منها النزوح وعدم الاستقرار ومنها فقدان المعيل، ما يدفع الأهالي لتزويج بناتهم حتى في سنٍ مبكر دون الاكتراث لعواقب زواج القاصرات.
ومن بين الأسباب التي أدت لزيادة حالات الزواج المبكر الفقر الذي تضاعفت معدلاته في الثورة السورية ومنها تدهور وضع المدارس.
وكشفت تقارير صحفية أن زواج القاصرات ارتفع من 7% الى 30% حتى عام 2015 من مناطق النظام السوري والمعارضة، وإن نسبة تزيد عن 60% من هؤلاء الفتيات المتزوجات غير مسجلات في المحاكم.
من جهة أخرى قالت الدكتورة عائشة العلي في حديثها لـ SY24 وهي طبيبة نسائية في مشفى كفرنبل أن زواج القاصرات له تأثير سلبي كبير على حياة الفتاة وجنينها، كما يجعلها عرضة للأمراض القاتلة كالانسمام الحملي وعطالة الرحم وأحياناً موت الجنين وغيرها من العواقب وفقاً للعلي.
وأضافت العلي أن خطورة زواج القاصرة لا تقتصر على حياة المرأة وصحتها وصحة طفلها فحسب بل ينجم عنه مشاكل نفسية عدة تعاني منها الأم الصغيرة مثل التوتر والخوف والعزلة التي تكون سببها اضطراب وتغير الهرمونات في جسم لم يكتمل ليكون مؤهلاً ليحمل داخله حياة أخرى كما تقول الدكتورة عائشة.