في حين يستمر تدفق آلاف المدنيين العالقين في آخر معاقل تنظيم “داعش” نتيجة المعارك بين التنظيم المتطرف وقوات سوريا الديمقراطية، يحاول متطرّفون في صفوف التنظيم التسلل لمناطق قوات سوريا الديمقراطية عبر قوافل المدنيين القادمين من تلك المناطق.
وتواجه قوات سوريا الديمقراطية في الوقت الحالي، مهمة أمنية في “غاية التعقيد”، وفق مصادر عسكرية، أشارت إلى أن “منع تسلل المتطرّفين بين قوافل المدنيين هي مسألة معقدة تتطلب تحقيقات وجهد كبيرين”.
وكشفت هذه المصادر لـ “العربية نت” أن أكثر العناصر الذين يسعون إلى التسلل لمناطق سوريا الديمقراطية، هم عراقيون، كانوا قد استقروا في الجيب الأخير لـ “داعش” قادمين من مدينة الموصل العراقية التي كانت من أشهر معاقل التنظيم.
وبحسب مصادر متقطعة، فقد كان في حوزة بعضهم مبالغ كبيرة بالدولار الأميركي، مع مبالغ أخرى بالعملة السورية وبكميات قليلة، ويشتبه تورط بعضهم بقضية سبي المختطفات الإيزيديات اللواتي خطفهن التنظيم في أغسطس/آب من العام 2014 من بلدة سنجار (شنكال) في شمال غربي العراق.
ووفق شهادات بعض النازحين، الّذين وصلوا لمخيم الهول الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، فإن غالبية المدنيين في تلك المناطق، تعرّضوا لانتهاكات كبيرة من قبل التنظيم، إذ كان يمنع خروجهم منها ويستخدمهم كدروعٍ بشرية في معركته ضد سوريا الديمقراطية.
وتفرض قوات سوريا الديمقراطية، حراسة شديدة على المخيم خوفاً من إعادة تموضع التنظيم، فيما تحاول في الوقت ذاته إجلاء المدنيين عبر حافلات خاصة من آخر معاقل التنظيم على الحدود مع العراق.
خلايا داعش النائمة.. “مسألة طويلة”
وبالتزامن مع هذه التحديات الأمنية الكبيرة، تواجه قوات سوريا الديمقراطية مشكلة اعتقال المقاتلين السابقين في صفوف التنظيم. إذ تعتقل نحو ألف مقاتلٍ منهم، بينهم أخطرهم وأكثرهم تشدداً، وينحدرون من أكثر من 40 جنسية أجنبية، ترفض حكومات بلادهم إعادتهم إلى أوطانهم. بالإضافة لزوجاتهم وأطفالهم الّذين يقيمون في مخيمٍ يخضع لسيطرة سوريا الديمقراطية تحت مراقبة كبيرة.
وفيما تؤكد مصادر من الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية الّذي يمثل الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية أن “المعركة ضد داعش، تكاد تنتهي”، يكشف مسؤولون رفيعو المستوى أن “التحدي لا يزال كبيراً بخصوص داعش”.
وفي هذا السياق، أشار رياض درار، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية في اتصال هاتفي مع “العربية نت” إلى أن “جيوب داعش الصغيرة وخلاياه النائمة هي مسألة طويلة ومعقدة”، مضيفاً “أنها تحتاج لتعاون مخابراتي استثنائي، لأن وجودهم بات في كلّ مكان”.