وكالات – sy24
قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن سياسة الولايات المتحدة بشأن شمال شرق سوريا “لغز” بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب القوات لأن ذلك سيصب في صالح إيران التي تريد واشنطن تشديد السياسات تجاهها.
وأثار قرار سحب القوات الذي أعلنه ترمب في ديسمبر/كانون الأول قلق حلفاء الولايات المتحدة في قتال تنظيم داعش في شمال شرق سوريا.
وقال السناتور الأميركي لينزي غراهام خلال مؤتمر أمني في ميونيخ الجمعة إن الولايات المتحدة ستحتفظ بقدراتها في المنطقة.
وقال لو دريان لغراهام: “ثمة شيء واحد لا أفهمه بشأن السياسة الأميركية في هذه المنطق.. كيف يمكن للمرء أن يكون حازما ضد إيران وفي نفس الوقت يتخلى عن شمال شرق سوريا، عندما يعلم المرء أن ذلك سيخدم في نهاية المطاف الأنشطة الإيرانية في المنطقة؟ وأضاف “هذا لغز بالنسبة لي”.
وفرنسا أحد حلفاء واشنطن الرئيسيين في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش في سوريا والعراق، وكانت طائراتها الحربية تستخدم في ضرب أهداف المتطرفين كما أن مدفعيتها الثقيلة تدعم مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية” فضلا عن وجود قواتها الخاصة على الأرض.
وقام مسؤولون أميركيون بجولات مكوكية في الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية لطمأنة الحلفاء بأن واشنطن لا تزال على التزاماتها تجاه المنطقة.
في سياق متصل، قال باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي الجمعة إن الولايات المتحدة ملتزمة بهزيمة تنظيم داعش في الشرق الأوسط وخارجه لكن مسؤولين قالوا إن الحلفاء الأوروبيين تساورهم شكوك بشأن تعهدات واشنطن.
وقال شاناهان عقب اجتماع على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن “في الوقت الذي تقترب فيه مهمة القوات الأميركية بشمال شرق سوريا من الانتهاء، فإن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بقضية تحالفنا الرئيسية وهي إلحاق هزيمة نهائية بداعش في الشرق الأوسط وخارجه”.
وقال شاناهان إنه يتصور تحالفا “أكبر وأقوى” لقتال داعش على مستوى العالم. وأضاف: “سنواصل دعم قدرات شركائنا المحليين للوقوف في وجه فلول داعش”.
لكن مسؤولين أوروبيين أكدوا أنهم لم يحصلوا سوى على تفاصيل قليلة خلال الاجتماع المغلق في ميونيخ، وإن كثيرا من الأسئلة لا تزال عالقة.
وقال مسؤول أوروبي طلب عدم نشر اسمه في حديث لوكالة “رويترز”: “لا نزال نحاول أن نفهم كيف يخطط الأميركيون للانسحاب”.
وذكر مسؤول آخر أن شاناهان لم يعرض على الحلفاء جدولا زمنيا للانسحاب الأميركي من سوريا، وإن الحلفاء عبروا عن شكوكهم خلال الاجتماع.
من جهته، كشف مسؤول دفاعي أميركي كبير طلب عدم نشر اسمه إن الاجتماع لم يشهد تقديم التزامات وإن النقاش بشأن الجداول الزمنية كان محدودا. وقال المسؤول الأميركي: “هذه الاجتماعات لا تقدم جداول زمنية ولا قرارات، لكنها تركز أكثر على تقييم وضعنا الحالي”.
لكن ترمب أشار الجمعة إلى أنه سيعلن عن تقدم كبير قريبا جدا. وقال ترمب خلال مناسبة في البيت الأبيض: “لدينا الكثير من الإعلانات العظيمة التي لها علاقة بسوريا ونجاحنا في القضاء على الخلافة والتي سيتم الإعلان عنها خلال الـ24 ساعة القادمة”.
وتريد تركيا إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا بدعم لوجستي من الحلفاء وتقول إن هذه المنطقة ينبغي أن تكون خالية من وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تدعمها الولايات المتحدة. وتعتبر أنقرة هذه الوحدات جماعة إرهابية.
وقال المسؤول الأميركي إن الوزراء تحدثوا عن الحاجة إلى نوع من الترتيبات الأمنية في شمال شرق سوريا بعد انسحاب الولايات المتحدة.
وقال السناتور الأميركي لينزي غراهام خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إن أكبر جنرال أميركي سيطلب من الحلفاء المساهمة بقوات للمساعدة في استقرار المناطق المحررة من الدولة الإسلامية.
من جهتها، عبرت فرنسا عن تشككها في الاقتراح. وقال مسؤول فرنسي كبير لـ”رويترز”: “بمجرد أن ينسحب الأميركيون سنضطر إلى الانسحاب. لن نكون الضحية للأميركيين”. وأضاف أنه لا يرى آخرين على استعداد لشغل الفراغ.