ترجمة أورينت نت – sy24
قالت (ناتالي نوغيريد) الكاتبة في صحيفة “الغارديان” إن اعتقال ثلاث ضباط مخابرات تابعين لنظام (الأسد) في ألمانيا وفرنسا يعيد الأمل بإمكانية تقديم (بشار الأسد) وأتباعه يوماً ما إلى العدالة، وذلك بعد ما رفعت عشرات الشكاوى الجنائية ضدهم في عدد من الدول الأوروبية بما في ذلك السويد والنمسا.
وعلى الرغم من إن الأمر سيتطلب بعض الوقت؛ إلا أن المحققين الجنائيين
سيصلون في نهاية المطاف إلى الأدلة التي تدين الطاغية (الأسد) الذي قام بذبح شعبه
لمدة ثمان سنوات متتالية.
وتقبل العديد من الدول الأوروبية بما في ذلك ألمانيا ما يعرف باسم
“الولاية القضائية العالمية” والتي تسمح للمحاكم المحلية بالتحقيق مع
مسؤولين مشتبه بتورطهم في ارتكاب جرائم جماعية ومحاكمتهم حتى لو لم يكونوا من
مواطني البلد نفسه.
وكانت روسيا أعاقت الأمم المتحدة ومنعتها من وقف سفك الدماء في سوريا
وعطلت عمل المحكمة الجنائية الدولية وفشلت الولايات المتحدة بإيقاف الفظائع
الممارسة على السوريين؛ إلا أن الاعتقالات التي حصلت في ألمانيا وفرنسا مهمة لمنع
نظام (الأسد) من الإفلات من العقاب.
دروس من التاريخ
أُنشأت محاكم جنائية دولية للنظر في الجرائم المرتكبة في يوغسلافيا
سابقاً ورواندا، حيث تمكنت العوائل الناجية من سرد قصص الرعب التي عاشوها وسردوا
للمحاكم شهاداتهم. أظهرت المحاكم أن المبادئ الأساسية المنصوص عليها في اتفاقيات
حقوق الإنسان لا يمكن تجاهلها.
وقالت (نوغيريد) إن الأجيال القادمة عندما ستنظر إلى حقبة ذبح فيها
نحو نصف مليون شخص وتشرد الملايين، سيسألون “ماذا فعلتم؟”. والتاريخ
يعلمنا بإن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان يجب ألا تترك دون عقاب مهما طال الوقت
لتحقيق العدالة وليس فقط لأن المحاكمات يمكن أن تكون رادعاً ضد المزيد من المجازر؛
بل إن جمع الأدلة وإثبات الحقائق أمرين مهمين لمنع المجرمين من إعادة كتابة
التاريخ على هواهم.
وعقدت محاكمات الخمير الحمر في كمبوديا بعد عقدين من الإبادة الجماعية
وألقي القبض على (أوغستو بينوشيه) بعد ثمان سنوات من نهاية الدكتاتورية في تشيلي.
وقضى (سلوبودان ميلوسيفيتش) وهو محبوس في السجن.
تهريب الأدلة
وقالت (نوغيريد) إنه يجب على المحاكم المحلية التحرك في أوروبا في حال
لم تتمكن المحاكم الدولية بتقديم العدالة إلى السوريين.
بدورها، قالت (كاثرين مارشي-اويل)، القاضية الفرنسية، والتي ترأست
آلية تحقيق تابعة للأمم المتحدة في 2016، والتي أنشئت لإعداد ملفات القضايا
الجنائية في سوريا، إن الوضع هناك لن يبقى مستمراً كما هو وإلى الأبد. وإن (الأسد)
وكل من قام بانتهاكات بحق المدنيين سيقدمون إلى العدالة في نهاية المطاف.
ويحتاج فريفها إلى المزيد من الموظفين والموارد والمحليين والخبراء
التقنيين للبحث في الأدلة الرقمية؛ إلا أنهم سيصلون في نهاية المطاف إلى هدفهم.
ختاماً، أشارت (نوغيريد) إلى أن نظام (الأسد) أحتفظ بسجلات تدينه
للقيام بأفعاله السيئة في سوريا، وهي ما تم تهريبها بالفعل إلى خارج سوريا. كما أن
(بشار) يبلغ من العمر 53 عاماً فقط، وأمامه سنين طويلة من المحاكمات.