كشفت صحيفة فورين بوليسي تفاصيل جديدة عن التعاون بين النظام السوري وتنظيم الدولة، واستغلال الأخير من قِبَل الأسد كسلاح لترهيب الأقليات.
وقالت الصحيفة في مقال للكاتبة السورية “سارة هنيدي”: إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب احتفل في شباط الماضي بالانتصار المزعوم على تنظيم الدولة وادعى هزيمته بنسبة 100%، مضيفةً أن “واشنطن ولندن انتقلتا لمناقشة سحب الجنسية من مواطنيها المنتسبين للتنظيم”.
وأضافت أنه على العكس من ذلك فإن “التنظيم لم يهزم وما زال مقاتلوه يتجمعون بالقرب من السويداء، التي لطالما أرهبها التنظيم ومن خلفه النظام السوري الذي تواطأ معه، ووقف متفرجاً صامتاً حيال الهجمات التي استهدفت المنطقة في تموز الماضي”.
وأكدت الكاتبة المنحدرة من مدينة السويداء أن “النظام السوري راقب تلك الهجمات بصمتٍ وترك المدنيين يلقون مصيرهم؛ حيث استبقها بسحب قواته من المنطقة المستهدفة وقطع الكهرباء عنها”، مشيرةً إلى أن ذلك جزء من “إستراتيجية الفزاعة” التي تبناها الأسد لجعل الأقليات الدينية تستسلم له؛ خوفاً من تنظيم الدولة، وليستطيع الادعاء بأن الأقليات تحتاج إلى حماية من نظامه.
وتابعت “هنيدي”: “الأسد اعتمد على تنظيم الدولة لإرهاب السويداء لإجبار أبنائها على الانضمام إلى جيشه، وجعل الدروز في موقف مضطرين فيه للاصطفاف معه بما يسمح له بالحفاظ على وضعية المدافع عن الأقليات”.
وأشارت إلى ادعاء النظام السوري بأنه قضى على تنظيم الدولة في بادية السويداء، إلا أن الكثير من السكان المحليين يؤكدون عودة التنظيم إليها، كما أن الفصائل المحلية صادفت مقاتلين منتسبين له يستكشفون المنطقة الشهر الماضي، مؤكدةً أن “مقاتلي التنظيم يتم تهريبهم عَبْر الصحراء السورية بوساطة الميليشيات الإيرانية المسيطرة على الطريق بشكلٍ كاملٍ”.
تجدر الإشارة إلى تعرُّض عدد من قرى ريف السويداء الشرقي في تموز الماضي لعدة هجمات مزدوجة من قِبَل تنظيم الدولة، أدت إلى مقتل 292 مدنياً، واعتقال 30 امرأة وطفلاً، ووفقاً للتقارير الواردة من المنطقة فإن الحادثة جاءت بعد تنسيق بين نظام الأسد والتنظيم، خاصةً أنه استبقها انسحاب قوات النظام من عدة نقاط وسحب أسلحة من اللجان الشعبية، وقطع التيار الكهربائي والاتصالات عن المنطقة قبل اقتحامها بساعات.