يتصاعد التوتر يوماً بعد الآخر بين الميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري في عموم المناطق السورية، لا سيما التي يكثر فيها تواجد الميليشيات كمدينة حلب ودير الزور ودمشق على وجه الخصوص.
وتحاول الميليشيات الإيرانية أن تسيطر على كل مفاصل الحياة في سوريا، وتنتزع ورقة النفوذ من النظام السوري الذي يحاول إبعادها بسبب المشاكل التي تسببها له مع روسيا وإسرائيل.
في الآونة الأخيرة تصاعد الخلاف والتوتر بين ميليشيات الحرس الثوري الإيراني وقوات النظام السوري في مدينة دير الزور، وفق ما أكد ناشطون محليون لـ sy24.
وقال مصدر خاص لـ sy24 رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية إن الخلاف نشب بسبب الطرف الذي يسيطر على الأمن ومصير مقاتلي المعارضة السابقين الذين يريدون العودة إلى مناطقهم “وتسوية أوضاعهم” مع النظام السوري.
وأضاف أن الجدل الدائر حول مصير مقاتلي المعارضة السابقين الذين يريدون العودة إلى المنطقة وتسوية أوضاعهم مع النظام السوري هو السبب في الخلاف، لكن هناك مسائل إضافية قد ظهرت مع الحرس الثوري.
وتابع أن هناك غضب من جانب النظام بسبب محاولة الحرس الثوري الإيراني استمالة الشبان بالمال والامتيازات لصرفهم عن تأدية خدمتي التجنيد والاحتياط الالزاميتين.
وأشار إلى أن “ملف المعارضين السابقين أعاد مؤخرًا التوتر إلى مدينة الميادين حيث وقعت مداهمات واعتقالات متبادلة بين الجانبين”.
وتصاعد التوتر بعد أن قامت قوات النظام باعتقال أربعة عناصر من ميليشيات محلية تسمى “الحرس الثوري في دير الزور” واتهموا بأنهم من عناصر المعارضة السابقين ومتورطين في عمليات خطف.
وذكر المصدر أن الحرس الثوري سبق أن توصل لاتفاق مع العناصر الأربعة، وسمح لهم بالانضمام للميليشيات لمساعدتهم في تجنب التحقيق معهم من قبل النظام.
ونوه إلى أن عناصر الحرس طوقوا أحد المراكز الأمنية في مدينة الميادين وطالبوا بإطلاق سراح العناصر الأربعة، وقاموا كذلك بمداهمة عدد من المنازل العائدة لضباط ومسؤولين تابعين للنظام، كما قام الطرفان بنشر الحواجز الأمنية في منطقة الميادين.
وأشار المصدر إلى أن الحرس الثوري يحاول استمالة الشبان النازحين من المنطقة للعودة مع ضمان عدم محاسبتهم من قبل النظام السوري، ويحاول كذلك إغرائهم بالرواتب الكبيرة في حال الانضمام إلى الميليشيات التابعة له في المنطقة.
وأوضح أن الحرس الثوري يستغل كذلك النقص الكبير في الخدمات الأساسية لكسب النفوذ والمجندين المحتملين من خلال توفير مثل تلك الخدمات وبالتالي نشر المذهب الشيعي في المنطقة.
سرقة العقارات
من جانب آخر أكدت شبكات محلية أن الميليشيات الإيرانية في مدينة البوكمال، أمرت بمصادرة أملاك المدنيين المطلوبين للنظام السوري.
وأوضحت شبكة “عين الفرات”، أن ما يسمّى الجنرال ذو الفقار، وهو قائد إحدى الميليشيات الإيرانية، قام بجولة في مدينة البوكمال لتفقد المحلات التجارية المطلوب أصحابها للنظام، حيث أمر بمصادرة ممتلكاتهم العقارية كاملة.
وأضافت أن الأمر لم يقتصر على أملاك الشخص المطلوب، بل تعدّاه ليشمل أقاربه في البوكمال، الذين يتم أمرهم بإغلاق محالهم التجارية، ومراجعة مقر الميليشيات الإيرانية الكائن في حي الجمعيات بمدينة البوكمال.
وكانت مصادر محلية تحدثت عن استيلاء ميليشيات “فاطميون، وزينبيون” الإيرانية على منازل المدنيين خاصة في محيط مدينة “البوكمال” وتم تحويلها لمقار عسكرية لها.
وبشكل مستمر وملحوظ، يزداد توغل الميليشيات المدعومة من إيران وحزب الله في أحياء مدينة دير الزور وغيرها من القرى والبلدات في عموم المحافظة الواقعة شرق سوريا.
وتعدُ ميليشيا “زينبيون، وفاطميون” من أبرز تلك الميليشيات المتغلغلة والمسيطرة بشكل لافت وخاصة على حيي “الصناعة، والعمال” داخل مناطق سيطرة نظام الأسد في مدينة دير الزور.
وتتقاسم قوات النظام والميليشيات المتنوعة “الحواجز” فيما بينها، فـ بالإضافة لميليشيا “زينبيون، وفاطميون” تنتشر أيضًا “كتائب الإمام علي، وميليشيا حزب الله العراقي، وحزب الله اللبناني” وغالبيتها في مدينة دير الزور وفي مدينة البوكمال، إضافة لعموم الريف الشرقي.