إعلان “الحرس الثوري” منظمة إرهابية سيقطع أوصال إيران في المنطقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

أحمد زكريا - SY24

في خطوة وصفت بأنها الأولى من نوعها، أدرجت الولايات المتحدة “الحرس الثوري الإيراني” منظمة إرهابية أجنبية.

وأعلن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، يوم الاثنين، تصنيف الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، لتكون تلك المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسمياً قوة عسكرية في بلد آخر جماعة إرهابية.

وأكد “ترامب” أن هذا الإجراء يسمح بزيادة “الضغوط” على إيران، موضحاً أن “هذه المرة الأولى” التي تدرج فيها منظمة “تابعة لحكومة أجنبية” على تلك اللائحة، وفق ما نقله المكتب الإعلامي للبيت الأبيض عبر موقعه الرسمي على “تويتر”.

وأشار “ترامب” إلى أن هذه الخطوة “غير المسبوقة” تؤكد “حقيقة أن إيران ليست فقط دولة ممولة للإرهاب، بل إن الحرس الثوري ينشط في تمويل الإرهاب والترويج له كأداة حكم”، لافتًا إلى أن القرار يشمل “فيلق القدس” الذي يتبع للحرس الثوري.

وكانت مصادر إعلامية ذكرت، أن “واشنطن” أدرجت في وقت سابق عشرات الكيانات والأشخاص على قوائم سوداء لانتمائهم للحرس الثوري، لكنها لم تدرج القوة بأكملها على تلك القوائم، الأمر الذي يفتح باب التساؤلات على مصراعيه حول أهمية تلك الخطوة والهدف منها.

وتعليقًا منه على تلك الخطوة قال المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأمريكية “ناثان تك” في تصريحات خاصة لموقع سوريا24: إن هذا الإجراء الأخير سيساهم بشكل أساسي في زيادة الضغط على النظام الإيراني وقطع شريان الحياة للميليشيات التابعة له في سوريا مثل “حزب الله” وبلدان أخرى.

وتابع بالقول: “وفر الحرس الثوري الإيراني التمويل والمعدات والتدريب والدعم اللوجستي لمجموعة واسعة من المنظمات الإرهابية والمسلحة، ويصل مجموع المساعدات التي يقدمها إلى حوالي مليار دولار سنوياً”.

وأكد المتحدث الأمريكي، أن هذا الإدراج سيكون له تأثير بالغ، “إذ أن هذه هي المرة الأولى التي تدرج فيها الولايات المتحدة قسما من حكومة أخرى كمنظمة إرهابية أجنبية”.

ويرى الدبلوماسي الأمريكي، أن هذه الخطوة تؤكد على أن دعم النظام الإيراني للإرهاب يجعله مختلفاً عن أي حكومة أخرى بشكل جوهري.

ولفت “تك” الانتباه، إلى أن “إيران تستخدم الإرهاب كأداة مركزية لإدارة الدولة وكعنصر أساسي من سياسة النظام الخارجية”، مضيفًا أن “هذا الإدراج يمنح أيضا للحكومة الأمريكية أدوات إضافية لمواجهة الإرهاب الذي تدعمه إيران، كما سيزيد الضغط المالي على إيران ويعزز عزلتها ويحرم حكومتها من موارد تستطيع تكريسها لتحقيق مساعيها الإرهابية”.

وقال “تك” في معرض حديثه: إن “الحكومات الأخرى والقطاع الخاص ستتنبه إلى كامل نطاق أنشطة الحرس الثوري الإيراني الخبيثة، فهو متغلغل بالكامل في الاقتصاد الإيراني ويدير شركات ومؤسسات واجهة لها أنشطة تجارية شرعية وغير شرعية في مختلف أنحاء العالم، ويمكن أن تتحول أرباح الصفقات التجارية التي تبدو شرعية لدعم أجندة إيران الإرهابية في نهاية المطاف وعن غير قصد”.

الجدير ذكره، أن مسؤولين عسكريين وسياسيين إيرانيين سارعوا الإدلاء بتصريحات منددة بإدراج “الحرس الثوري” كمنظمة إرهابية أجنبية.

حيث أعلن مجلس الأمن القومي إدراج القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) على لائحة “التنظيمات الإرهابية”، في حين قال وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف”: إن “الرد بالمثل هو الرد الواقعي على تصنيف واشنطن للحرس الثوري كمنظمة إرهابية”.

وكان القائد العام للحرس الثوري الإيراني، ​اللواء​ “محمد علي جعفري” هدد القوات الأمريكية بأنها لن تنعم بالهدوء في المنطقة إذا صنفت واشنطن الحرس الثوري الإيراني “منظمة إرهابية”.

في حين يرى مراقبون، أن تلك التهديدات الصادرة عن الجانب الإيراني لن تقدم أو تؤخر شيئاً عقب قرار الولايات المتحدة تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، مرجعين السبب إلى عدم قدرة إيران على الدخول في صراعات ومواجهات مباشرة مع أمريكا وحلفائها، في ظل الظروف المتردية التي يعاني منها الداخل الإيراني بسبب العقوبات الاقتصادية وغيرها من الانتهاكات التي يمارسها النظام الإيراني والتي أنهكت الشعب الإيراني بمختلف شرائحه.

مقالات ذات صلة