لم يقتصر نشاط الميليشيات الممولة من قبل طهران وحزب الله في الجنوب السوري على تجنيد الشباب والسعي لتغيير المنطقة ديموغرافيا، إنما تسعى إيران عن طريق ميليشياتها والعناصر المجندين في صفوفها إلى سرقة ونهب آثار المنطقة الجنوبية التي يعود تاريخها لآلاف السنين.
وقالت مصادر محلية، لـ SY24، إن “التنقيب يتم بشكل مستمر عن طريق خبراء من خارج سوريا يعملون لصالح الميليشيات الإيرانية وبحماية وتأمين كامل من قوات الفرقة الرابعة التي يديرها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار، والمقربة بشكل كبير من إيران وميليشياتها”.
وعن عملية التنقيب والأجهزة المستخدمة قال مصدر خاص لـ SY24، إن “الميليشيات تستخدم أجهزة تصور طبقات الأرض وتحدد مكونات المعادن، حيث يستقل الخبير حسب المشاهدات سيارة نوع لاند روفر مفيمة تحمل لوحات دمشق وبرفقتها سيارتين نوع هايلكس تتبع للفرقة الرابعة وتحمل الأجهزة ومعدات الحفر، إضافة لمجموعة حماية من الفرقة الرابعة ويتم استعمال الآليات الثقيلة في الحالات الضرورية، حيث يتم الاعتماد على التفجير الداخلي بأصابع الدينميت TNT”.
ومن خلال المتابعة استطاعت SY24 الحصول على قائمة تضم 16 موقعاً أثرياً قامت الميليشيات الإيرانية بالتنقيب فيها، وهي:
1- منطقة المفطرة جنوب بلدة اليادودة شرق تل الزعتر بـ 200 متر، حيث يتواجد في الموقع مقبرة يهودية.
2- محيط بلدة عتمان شرقاً، حيث يتواجد في الموقع حسب أحد الخبراء في الآثار مغارة يهودية مخفية لم يستطع أحد فتحها منذ سنين طويلة.
3- شمال غرب بلدة جلين غرب بلدة المزيرعة، تم التنقيب على العديد من القبور الملكية.
4- شمال حرش بلدة عدوان في المنطقة الغربية، ويتواجد فيها مدافن يهودية.
5- شرق مدينة نوى بمحيط ٢ كم في المنطقة التي تسمى (تلول الهش) وتقع على الجانب الجنوبي الغربي من تل حمد جنوب مدينة نوى.
6- غرب تل عشترة في ريف درعا الغربي بجانب المزرعة الأولى في المنطقة
7- محمية تسيل من الجانب الشمالي الغربي.
8- غرب مدخل عين ذكر باتجاه القنيطرة، في منطقة الأحراش بعد مجرى النبع
9- الحي الجنوبي من بلدة جملة.
10- جنوب سد سحم قرب فضال المياه والمعصرة.
11- عدة مواقع غير معروفة بالضبط في وادي جلين.
12 – شرق تلة يوبلا قرب بلدة حيط، حيث يتواجد في المنطقة آثار لم نستطع تحديد لأي عصر تنتمي.
13- بلدة صيدا ريف درعا الشرقي، حيث يتواجد آثار تركية.
15- طريق غرز بالقرب من سجن غرز، يتواجد فيها مقبرة يهودية.
16- عدة مواقع في الشريط الحدودي بين المملكة الأردنية وسوريا، حيث يتم التنقيب عن آثار تركية.
وأكدت المصادر الخاصة، أنه “يتم إخراج القطع الأثرية بسرية بالغة ولا يتمكن أحد من النظر إلى نوعية القطع المستخرجة، حيث تتم بسرية بالغة وتشديد وحراسة أمنية كبيرة، ليتم تهريبها فيما بعد إلى خارج سوريا”.
وسبق أن بدأت القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا، قبل عدة أشهر، بالبحث عن الآثار في منطقة الرصافة الواقعة ضمن مناطق سيطرة النظام في ريف الرقة الجنوبي.
وقال مصدر أمني، لـ SY24، إن “الحرس الثوري الإيراني بدأ مؤخراً بالتنقيب عن الآثار في منطقة الرصافة القريبة من مواقع قوات سوريا الديمقراطية”، وأكد أن “منظمة إيرانية تدعى منظمة خلاني الثقافية، تقوم بإدارة عمليات البحث في المنطقة، وتشرف على تأمين أي قطعة أثرية يتم العثور عليها”، مشيراً إلى أنها “تقوم بنقل الآثار إلى إيران عبر الطريق البري الذي تشرف عليه ابتداء من دير الزور مروراً بالعراق وصولاً إلى طهران”، مشيراً إلى أنه “تم استخراج عدة قطع أثرية من المنطقة، ونقلت جميعها إلى خارج سوريا”.
يذكر أن المواقع الأثرية والمتاحف السورية والمقتنيات العائدة إلى آلاف السنين الماضية، تعرضت لكافة أنواع التدمير والتخريب والسرقة، حيث ساهم النظام وحلفاءه من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى، في تهريب آلاف القطع إلى خارج سوريا، فضلاً عن تدمير ما يصعب نقله عبر العبوات الناسفة والقصف الجوي.