أطلق ناشطون سوريون من مناطق في ريف إدلب الغربي الخاضع لسيطرة قوات المعارضة السورية حملة تحت عنوان “لا للمخدرات”، بهدف توعية الأهالي من مخاطر المخدرات وأضرارها الكبيرة على المجتمع، وما يمكن أن يسببه الإدمان من دمار للشباب.
حيث جاءت فكرة الحملة جراء انتشار المخدرات في المنطقة، ووصول معلومات عن تعاطي عدد من الشباب لها، كونها تلامس واقع الشباب وحال المجتمع، وتعمل الحملة بدعم من مركز “لاواديسا” الذي يعنى بالقضايا الإجتماعية والمدنية في المنطقة، والذي وفر حملة تدريبية لعدد من النشطاء سابقاً على كيفية تنفيذ حملات الحشد والمناصر وكسب التأييد وكيف يتم العمل عليها.
وقال “محمد حاج بكري” المسؤول عن الحملة، لـ SY24، إن “هدف الحملة التي انطلقت بداية الشهر الحالي سوف تستمر حتى 15 آذار، وتتركز على توعية الناس من مخاطر المخدرات والحد من انتشارها”، موضحاً أن “فريق الحملة المؤلف من 22 شخصاً بين منفذ ومسؤول، حيث يقوم باستهداف المدنيين النازحين من بلدات وريف الساحل وجسر الشغور والمقيمين في مخيمات ريف ادلب الغربي، وذلك ضمن فئة عمرية محددة فوق سن الثالثة عشر”.
وأضاف أن “عمل الحملة يتم بدعم من مركز لاواديسا الذي يقدم لهم مختلف الأمور اللوجستية ويغطي تكاليف التنقل، فضلاً عن تأمين التدريب مسبقاً للفريق العامل على الحملة”، كما أشار إلى أنهم “جميعاً يعملون كمتطوعين دون أي مقابل مادي، وذلك للتخفيف من معاناة الناس ونشر التوعية بينهم”.
وتابع “حاج بكري” قائلاً: إن “جميع الناس الذين تم اللقاء بهم كان تلقيهم للفكرة ممتاز، وكان هناك تشجيع منهم للمضي قدماً في هذه الحملة، موضحا أنهم يقومون بتنفيذ الحملة من خلال عدة نشاطات محددة مسبقاً، وينقسم المتطوعين لعدة مجموعات عمل وكل مجموعة لديها مهمة تؤديها من خلال عقد جلسات حوار مع الفئة المستهدفة، وزيارة الأماكن المحددة لهم”.
وتعتبر الحملة التي تنفذ في هذا المجال الأولى من نوعها في مناطق ريف إدلب الغربي، وتتميز من خلال الخبرات التي يضمها فريق العمل المؤلف من إعلاميين ونشطاء ومعلمين ومرشدين نفسيين.
في حين بينت الشابة “شيماء” إحدى المتطوعات في تنفيذ الحملة لـ SY24، أنها “شاركت بعمل الحملة لتعزيز ثقافة التوعية وتركيز التثقيف لاستهداف الأسرة ضد هذه الآفة، حيث تعد مشكلة انتشار المخدرات من بين التحديات التي تلقي بظلالها السلبية على المجتمع ولأنها تستهدف شرائح عمرية مبكرة من النشء والشباب وتؤثر في مستقبلهم”.
وعن العوائق في العمل اعتبرت أن “الأوضاع السياسية الراهنة من أهم العوائق التي تواجههم لعدم وجود الاستقرار والأمن، عند إدراك الناس لمدى خطورة الإدمان أصبح التعامل معهم أكثر سهولة وأصبحوا أكثر تعاون”.
وأكدت أن “العمل في هذه الحملة وفر لها السعادة الحقيقة أكثر من أي عمل آخر في الحياة، فالتطوع يفتح القلب والعقل إلى احتمالات لا نهاية لها من التحول الإيجابي، ويسمح لهم بالتعرف على بيئات مختلفة لا يتم التعامل معها في حياتنا اليومية من أجل مساعدة الناس الذين لا نتفاعل معهم عادةً”.
من جهته أوضح الشاب “سامر العمر” أحدى المستفيدين من عمل الحملة، أن “ما قدمته الحملة من معلومات ومن جلسات حوارية له دور كبير في بناء مجتمع سليم يدرك مخاطر المخدرات، ولها دور في تكريس الوعي في عقول الشباب لا سيما الفئات العمرية الصغيرة، التي من الممكن أن تتأثر بغيرها وتنحرف، فضلاً عن أن الظروف الحالية ومايعيشه الناس من ضغوط كبيرة جراء الحرب هي المسبب الأساسي في المساعدة على انتشار هذه الآفة ومن الضروري والواجب أن يكون هناك جهات وحملات مكثفة ومشابهة لهذه الحملة التي تعتبر المنقذ لشبابنا”.
وأضاف أنه “يتم الترحيب بعمل فريق الحملة وهناك الكثير من المخيمات والمناطق تسعى لإستقبالهم وعقد جلسات حوارية حول هذا الموضوع، موضحا أنها خطوة جريئة يشكر عليها فريق العمل فغالبا أن الخوف من طرح هذه المواضيع ونقاشها يجعلها تنتشر بصمت وسط تكتم المجتمع عليها”.
وتعيش آلاف العائلات من السكان الأصليين والنازحين في ريف إدلب الغربي، في مجتمع يضم سكان من مناطق مختلفة مما ينتج الكثير من المشاكل بسبب اختلاف العادات والتقاليد والبيئة والثقافة الإجتماعية لكل منطقة، فتكون حملات التوعية أمر ضروري في هذه البيئة لتقديم التوعية والفائدة لسكان.